يرموك معاصرة بعد الانتصار على الردة التكفيرية

shaker-shubair

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
الردة الأولى التي واجهت الأمة في بداية تكوينها استحلت المال العام أي أموال الدولة الإسلامية الناشئة، والدليل أن أبا بكر رضي الله عنه قال: والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لقاتلتهم عليه! واليوم تواجه الأمة اليوم ردة جديدة وهي الردة التكفيرية التي تستحل حرمة الدم بيسر وسهولة بما فيها دم المسلم على! الغريب ان نجد هي منبت كلتا الفتنتين.

عندما قتل سفير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على يد الغساني سرحبيل بن عمرو عامل البلقاء، جهز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جيشاً ليأتي مقتل الحارث بن عمير، ويقوم بالدعوة من هناك. وكان خالد بن الوليد من جنود هذا الجيش. أعطى صلى الله عليه وآله وسلم الراية لزيد وقال إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبدالله بن رواحة، فإن قتل يختار المسلمون من بينهم.

استشهد زيد ولما وقعت الراية تناولها جعفر ولما سقط واستشهد تناولها عبدالله بن رواحة، ثم سقطت بعد استشهاده. تقدم ثابت بن أقرم وهو رجل من بني عجلان فأخذ الراية وقال: يامعشر المسلمين، اتفقوا على رجل منكم ليحمل الراية. ولما اقترحوا عليه حملها رفض. فاتفق المسلمون على خالد بن الوليد.

يخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصاحبه، قبل ورود أخبار المعركة: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب ـ وعيناه تذرفان ـ حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم.

هذه الفرصة لحمل راية المسلمين التي اهداها ثابت بن أقرم لخالد بن الوليد، أظهرت بوضوح قدرات خالد بن الوليد كعقل عسكري استراتيجي وتكتيكي. فقد قرر من خلال رؤيته للوضع أن الإنسحاب هو أفضل الحلول المطروحة، واتخذ خطوات تجعل العدو يستنبط أن مددا قدم للمسلمين، وأنهم قادمون لجولة جديدة من القتال. واستطاع الانسحاب بجيش المسلمين والعودة إلى المسلمين دون أية خسارة. ولم يتيقن الروم من عملية الإنسحاب إلا بعد فوات الأوان وربما بعد أن وصل جيش المسلمين إلى المدينة المنورة! لقد عد انسحابه هذا دون خسارة في الأرواح انتصارا. جيش المسلمين يواجه جيش الروم ويرجع سالماً؟!

وفي المقاومة الإسلامية في لبنان، وهي العمود الفقري لخط الدفاع عن الأمة، حمل الراية في لبنان الشيخ راغب حرب، وعندما استشهد حمل الراية السيد عباس الموسوى، وعندما استشهد أتت الراية إلى سيف من سيوف الله ليفتح الله على الأمة بقيادته؛ فكان فاتحة عصر الانتصارت ونهاية عصر الهزائم!

كلا سيفي الله قاتل الردة التي خرجت من نجد. الردة في الحالتين استهدفت الأمة وإضعاف قوتها! خالد بن الوليد قاتل الردة التي أسست على استحلال حرمة المال العام. كثيرون يركزون على الجانب العقائدي في الردة الأولى، والحقيقة أنهم لم يسألوا هل أنت ما زلت مؤمنا أم ارتددت، بل كان عن استيفاء التزامات الدولة على مواطنيها؛ وهو ما عبر عنه أبو بكر رضي الله عنه: “والله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه”. وقد انتصر جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد على مسيلمة الكذاب في معركة اليمامة، والتي كانت من أقسى المعارك التي خاضها المسلمون.

وسماحته أيضا قاتل وما زال يقاتل الردة التكفيرية التي تستبيح دم المسلمين! وقد قام حزب الله بقيادة سماحة أمينه العام بالمشاركة في حرب المرتدين التكفيريين في معركة القصير وهم يشاركون في معركة يبرود. وهي معارك من أقسى المعارك التي قادها حزب الله وخط المقاومة في الأمة ضد هؤلاء المرتدين التكفيريين. وقد أيد الله حزب الله بقيادة سماحته بنصر مؤزر من عنده في معركة القصير، وندعوه أن يؤيده سبحانه وتعالى بنصر من عنده في يبرود. وأن يكون هذا العام هو عام الانتصار الواضح والصريح للأمة على قوى الردة التكفيرية كما كان عام 13هـ عام نصر الأمة ضد الردة الأولى.

بعد الانتهاء من حروب الردة القائمة في نجد، قام خالد بن الوليد رضي الله عنه بقيادة جيش المسلمين في معركة اليرموك إلى النصر على الروم، بالرغم من كبر جيش الروم الذي كان مكونا من عرقيات كثيرة، بينها الفرنحة والروم والإغريق والسلاف من الروس والصرب والجورجيين والأرمن، والعرب أيضا، وبالرغم من أن هرقل أيضا جمع لهذا المعركة ألمع القواد أمثال ماهان ملك أرمينية وقناطير السلافي وجريجوري وديرجان، وشارك تيودوروس شقيق القيصر وسقلاب خوي القيصر، بل وشارك العرب بقيادة عميل الروم جبلة بن الأيهم ملك الغساسنة! وتعد معركة اليرموك واحدة من أهم المعارك في تاريخ العالم أجمع، لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وأدت إلى تقدم الإسلام السريع في بلاد الشام وفي العالم ما أدى إلى تغيير مجرى تاريخ البشرية.

إذن فخارطة الطريق واضحة لسماحة السيد حسن نصر الله، بعد الانتصار النهائي على الردة التكفيرية فالوجهة إلى يرموك العصر، لمواجهة روم العصر وربيبتهم إسرائيل لإنقاذ الأقصى الشريف. وفي هذا يقول سماحته: “قولوا عنا رافضة، قولوا إرهابيين، قولوا مجرمين، قولوا ما شئتم .. اقتلونا تحت كل حجر ومدر، وفي كل جبهة، وعلى باب كل حسينية ومسجد .. نحن شيعة علي ابن ابي طالب لن نترك فلسطين”!

المسجد الأقصى هو ملك للمسلمين وليس ملكا للفلسطينيين ليتنازلوا عنه، كما أن بيت الله الحرام في مكة أو المدينة ليس ملكا لدول جزيرة العرب، بل هو ملك للمسلمين! وستكون مواجهة بين المسلمين وبين يهود إسرائيل ومن والاهم من الروم وعملائهم من العربان. وسيكون جند الإسلام مدعومين من أصحاب الرايات السوداء القادمة من الشرق. وسيكون سماحته حاملا لراية المسلمين. ليرفع الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني أي لحق بالأمة. إذن فموعدنا بعد الانتصار النهائي على الردة التكفيرية يرموك معاصرة لتحرير بيت المقدس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.