يوم دام في مصر .. ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات الى 44 قتيلا

egypt-tensions

قتل 44 شخصا على الاقل واصيب 246 اخرون اليوم الاحد في اشتباكات بين قوات الامن وانصار الرئيس المعزول محمد مرسي في اماكن متفرقة في مصر التي تحتفل رسميا بالذكرى الاربعين للحرب العربية – الاسرائيلية التي نجح خلالها الجيش المصري في عبور قناة السويس عام 1973.

وقال مدير الادارة المركزية للرعاية الحرجة في وزارة الصحة المصرية خالد الخطيب ان حصيلة الاشتباكات ارتفعت الى “44 قتيلا واصيب 246 اخرون” في انحاء متفرقة من مصر، حسب ما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية.

واوضح الخطيب ان 40 قتلوا في القاهرة والجيزة بواقع 25 قتيلا في القاهرة و15 قتيلا في الجيزة، فيما قتل 3 اشخاص في بني سويف (وسط مصر) وشخص في المنيا (وسط).

وكان الخطيب قال في وقت سابق ان اربعة متظاهرين سقطوا في بني سويف وخامسا سقط في أسيوط (جنوب)، وهو ما صححه في تصريحاته الاخيرة.

وتعد حصيلة القتلى اليوم الاحد الأسوأ منذ فضت قوات الامن بالقوة اعتصامات الاسلاميين في القاهرة في 14 اب (اغسطس) الماضي مخلفة مئات القتلى.

ومنذ ذلك الحين، قتل اكثر من الف شخص عبر البلاد معظمهم من الاسلاميين.

واليوم الاحد، اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين الاسلاميين من جهة والامن والاهالي من جهة اخرى في اماكن متفرقة من القاهرة وعبر البلاد.

وفي منطقة رمسيس الرئيسية في وسط القاهرة، اطلق الامن المصري قنابل الغاز المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش لتفريق المتظاهرين الاسلاميين الذي شقوا طريقهم للتحرير. واشعل انصار الاخوان النار في اطارات السيارات للتخفيف من حدة الغاز الذي تشبع الهواء به.

وتحولت المنطقة الى ساحة حرب شوارع، فيما تحطمت سيارات على جانب الطريق وتناثرت الحجارة والزجاج المكسور على الارض ولطخت بقع الدماء اكثر من موضع في المنطقة ذاتها.

والقى الامن المصري القبض على عدد من المتظاهرين المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين وسط هتافات الاهالي المؤيدين للجيش.

وتكرر المشهد ذاته في منطقة الدقي بعدما حاولت مسيرة مؤيدة للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي التوجه نحو ميدان التحرير.

واطلق الامن الغاز المسيل للدموع والخرطوش لتفريق المسيرة، فيما جرى اعتقال مؤيدين لمرسي وتم اقتيادهم مكبلي الايدي.

واندلعت اشتباكات اخرى في حي المنيل غرب القاهرة وحي شبرا الخيمة شمال القاهرة.

والقت قوات الامن القبض على 423 من المتورطين في اعمال العنف التي شهدتها البلاد اليوم الاحد.

وقال بيان لوزير الداخلية ان “قوات الامن القت القبض على 180 من العناصر المتورطة في العنف في منطقة الدقي وبين السرايات في الجيزة”، مضيفا ان “قوات الامن القت القبض على 243 من العناصر المتورطة في احداث العنف في مناطق متفرقة في القاهرة”.

ومنذ الصباح الباكر، نشر الجيش مدرعات اضافية في القاهرة، خصوصا بعد ان دعا الاسلاميون من انصار مرسي الى تظاهرات ضد قيادة الجيش التي يؤكدون انها “انقلبت على الشرعية” بعزلها مرسي في الثالث من تموز(يوليو) الماضي اثر تظاهرات ضخمة طالبت برحيله.

من جانبها، دعت الحركات المعارضة لمرسي الى النزول للشوارع لدعم الجيش الذي فض بالقوة في 14 اب (اغسطس) الماضي اعتصامي انصار مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، ما اسفر في حينه عن سقوط مئات القتلى.

وتجمع قبيل الظهر بضعة الاف من معارضي مرسي في ميدان التحرير الذي كان معقل الثورة التي اطاحت حسني مبارك في كانون الثاني (يناير) 2011، فيما قامت طائرات حربية بعروض عسكرية في سماء العاصمة المصرية وحلقت على ارتفاعات منخفضة فوق بعض المناطق احتفالا بذكرى العبور.

وكان المتظاهرون في التحرير يرفعون صور نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الرجل القوي في مصر الان الذي تصاعدت شعبيته بعد عزله مرسي.

ومساء اليوم الاحد، حضر الفريق السيسي احتفالا لم يعلن عنه مسبقا اقيم في ستاد رياضي تابع للدفاع الجوي في ضاحية شمال القاهرة. ونقلت محطات التلفزيون المحلية صور العاب نارية في سماء الاستاد احتفالا بذكرى حرب تشرين الاول (اكتوبر).

وحضر الاحتفال الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الدفاع السابق حسين طنطاوي الذي عزله مرسي وعين السيسي بدلا منه في اب (اغسطس) 2012 كما حضرته جيهان السادات، ارملة الرئيس المصري الراحل انور السادات.

وتسري حالة الطوارئ في البلاد منذ 14 اب (اغسطس) وتخضع العاصمة لحظر تجول ليلي تنتشر خلاله مدرعات الجيش على المحاور الرئيسية.

الا ان انتشار قوات الجيش كان اكبر اليوم الاحد، حيث تمركزت المدرعات منذ الصباح في نقاط عدة.

ودعت حركة تمرد، التي كانت وراء التظاهرات الضخمة المطالبة برحيل مرسي في الثلاثين من حزيران (يونيو) الماضي، الى التظاهر اليوم الاحد في جميع ميادين مصر دفاعا عن الثورة.

وكانت حركة تمرد اتهمت مرسي بالسعي الى اسلمة المجتمع وفرض هيمنة جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها على كل مفاصل الدولة.

واستند الجيش الى نزول الملايين الى الشوارع لتبرير عزل مرسي.

وفي الوقت الراهن يصف الجيش والحكومة ومعظم وسائل الاعلام وقسم كبير من المصريين الاخوان المسلمين بـ “الارهابيين”.

وحذرت وزارة الداخلية المصرية امس السبت من “انها ستواجه بحسم” كل محاولة لتعكير اجواء الاحتفالات بالذكرى الاربعين لحرب 1973 ضد اسرائيل.

وقالت الوزارة في بيان ان قوات الامن “ستواجه بحسم محاولات إثارة الفتن والتآمر وفق ما يكفله لها القانون”.

ومنذ الرابع عشر من اب (اغسطس) فقدت جماعة الاخوان، التي تم توقيف غالبية قياداتها العليا والوسيطة، القدرة على التعبئة الكبيرة في الشارع الا ان مجموعات من انصارها تواصل التظاهر خصوصا ايام الجمعة.

وقتل اربعة اشخاص الجمعة الماضي في اشتباكات وقعت في عدة مناطق في البلاد بين انصار مرسي من جهة وقوات الامن ومعارضيه من جهة اخرى.

ويقول الخبراء انه اذا استمر انصار مرسي في تحدي الجيش فسيتم تشديد الحملات الامنية ضدهم بالنظر الى ان الغالبية العظمى من المصريين تؤيد الجيش الذي استعاد مكانته وشعبيته بعد عزل مرسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.