تمهيداً للاعتراف بالفشل

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

يقول خبر تداولته بسرعة خاطفة مساء الأربعاء وسائل الإعلام العالمية إن الإدارة الأميركية تدرس إدراج جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية و القرار سيتخذ خلال أيام كما اكد مسؤولان اميركيان لشبكة CNN و في الوقت عينه برز منذ الصباح خبر آخر نشرته معاريف يقول ان الولايات المتحدة تدرس تشكيل تحالف دولي إقليمي تشارك فيه إسرائيل للقيام بعملية عسكرية ضد سورية بذريعة السلاح الكيماوي بينما تسارعت تصريحات غربية تهدد فعلا بالحرب التي سارع الملك الأردني للتنصل منها فور نشر الخبر  .

أولا: الولايات المتحدة هي التي تقود الحرب العالمية على سورية و هي التي تحرك الحكومات الغربية و تلك العميلة للغرب في المنطقة    و المتورطة في هذه الحرب   و هي التي تقرر الأدوار و الأحجام فيما بينها جميعا و هي التي أمرت فسلحت و مولت و ساعدت في تكوين و تجهيز العصابات الإرهابية التي كشفت عنها الدولة السورية منذ بداية الأحداث ، و كان الغرب متصلبا في التنكر للحقائق .

بإشارة من واشنطن و مخابراتها  قام المتورطون من عرب و اتراك و اوروبيين بما قاموا به لتغذية قوى الإرهاب و التكفير و تمكينها من تجديد قواها بعد كل موجة فاشلة من هجماتها التي تكسرت امام صلابة المقاومة السورية التي تشارك فيها الصبر و التضحية شعب جبار و جيش مقاوم و قائد شجاع .

ثانيا:  جبهة النصرة و فصائل التكفير العالمي و خليط الإرهاب متعدد الجنسيات في سورية هي منتجات تحت الرعاية الأميركية تنكسر امام الجيش السوري و الدولة الوطنية السورية المقاومة و بالتالي فالحقيقة الأكيدة هي ان الولايات المتحدة بدأت تستنتج خسارتها الاستراتيجية في سورية و تمهد للاعتراف بالفشل و تمهد للتراجع عن وهم إسقاط سورية ، و التحضير لذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة هو الدافع لوضع جبهة النصرة على قائمة الإرهاب و يعلم الأميركيون بالوقائع ان الخليط الإرهابي هو المكون الفعلي لما يسمى بالمعارضة السملحة و ان حشد اللحى و الياقات البيض في فنادق الخليج و تركيا لا يمون على شيء من الجماعات المسلحة التي تقودها جبهة النصرة و يشارك فيها مسلحو الأخوان الذين يعملون بإمرتها.

هذا التطور هو نتيجة لتوازن القوى أي لصمود سورية و ليس  نتيجة محاججة منطقية مع روسيا حول وقائع الأحداث السورية و خفاياها و ليس لأن المخابرات الأميركية اكتشفت فجاة أن من تصلهم أسلحتها و شبكات اتصالاتها هم إرهابيون فالأميركيون يعلمون ان رجب طيب أردوغان و رجلهم الآخر بندر بن سلطان و عملاءهم في ليبيا لا يرسلون غير الإرهابيين و المال و السلاح بواسطة سعد الحريري و قاعدة الزرقاوي  و مشايخ التكفير و الجناح العسكري للأخوان المسلمين .

ثالثا;  التهويل بالحرب على سورية بذريعة السلاح الكيماوي المختلقة هو رسالة معاكسة غايتها الضغط السياسي و تكوين ملف للنزاع السياسي و الحقوقي، بينما يمثل موضوع جبهة النصرة رأس جسر تفاوض مع الدولة الوطنية السورية و حلفائها و هرولة لوران فابيوس للتصريح عن شكوكه حول سيطرة الإرهابيين و المتطرفين على المعارضة السورية تمت بالأمر الأميركي في هذا الاتجاه ،و هذا ما يشير إلى ان الولايات المتحدة تبحث عن طريق الخروج من الفشل الاستراتيجي في سورية فالباتريوت يلاقيه اسكندر الروسي و يتفوق عليه و  قدرات الردع السورية تتخطى طاقة أعدائها على الاحتمال أما الحرب التي تهدد بها معاريف فمحسومة قبل ان تبدأ للاعتبارات الاستراتيجية المتصلة بقوة سورية الدفاعية و إمنكاناتها الرادعة و لتحالفات سورية الإقليمية و الدولية التي تجعل من أي اعتداء شرارة لمواجهة كبرى وصفها كيسنجر بالكارثة على اميركا و الغرب لأنها قد تهدد وجود إسرائيل .

رابعا:  يمكن تخيل نتائج تورط الحلف التركي الخليجي في حرب على سورية بالمشاركة الإسرائيلية التي ستجعل أولى النتائج مبادرة سورية  و إيران و المقاومة إلى الرد بمطر صاروخي على الكيان الصهيوني من كل الجهات نتيجة سريعة و مباشرة لأي تحرش و هو ما سيكون عنصر تثوير شامل للوضع العربي الذي يشهد في مصر مخاضا تاريخيا لسقوط قيادة التنظيم العالمي للأخوان المسلمين  في اختبار السلطة و بعدما انكشفت مقايضتها للأمن الإسرائيلي بالاستبداد و الاستئثار بالحكم تحت الغطاء الأميركي و الغربي و بالتالي تقويض كل منجزات كذبة الربيع لصالح مد قومي ثوري في جميع البلاد العربية سيكون رمزه الرئيس بشار الأسد على غرار ناصر 56 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.