إتفاق السعودية وإيران لمصلحة شعوب المنطقة

جريدة البناء اللبنانية-

عمر عبد القادر غندور:

منذ أن أعلنت وكالة الأنباء السعودية ظهر الجمعة العاشر من آذار 2023 أنّ الرياض وطهران اتفقتا على استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارتين والممثليات الديبلوماسية في غضون شهرين، حتى انتاب كلّ مؤمن في العالمين العربي والإسلامي فرحاً وانشراحاً، وتذكر قول الله سبحانه وتعالى «هُوَ الَّذِي أَنـزلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ».

ربما هي المرة الأولى منذ سبع سنوات ينتابنا هذا الشعور ونحن نسمع بعودة العلاقات بين الدولتين الجارتين الى طبيعتها، وهما اللذان حباهما الله تعالى بما لم يتيسّر لغيرهما موقعاً وثروة واقتداراً وقدرة على احتواء المنطقة ومعالجة مشاكلها والتكالب عليها.

وإذ رحبت جميع الدول بهذه الخطوة المباركة أشادت روسيا بموقف الصين التي استضافت المحادثات السعودية الإيرانية وسعيها لتعزيز الحوار ولتعزيز منظومة الأمن في منطقة الخليج ذات الاستثنائية على المستويين الاقتصادي والمالي، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة حذرت وتساءلت عن مصير اتفاقيات ابراهام بين «إسرائيل» والمطبّعين، وما يهمّها إنهاء حرب اليمن، وقالت تركيا انّ عودة العلاقات ستسهم في أمن المنطقة وتخفيف حدة التوتر، وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان انّ الاتفاق جاء من رؤية المملكة لتقرير الحوار والحلول الديبلوماسية، وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان انّ سياسة حسن الجوار التي تتبعها الحكومة الإيرانية تسير في الاتجاه الصحيح.

الا انّ اللافت كان الذعر «الإسرائيلي»، حيث اعتبر مسؤول صهيوني أنّ استئناف العلاقات السعودية الإيرانية سيؤثر على إمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب وانّ قوة الغرب في موقفه من إيران ستقلل من أهمية تطبيع العلاقات بين طهران والرياض، وقال زعيم المعارضة «الإسرائيلية» يئير لبيد «انّ إعادة العلاقة ما بين إيران والسعودية فشل ذريع وخطير للسياسة الخارجية وتطوّرها بين البلدين هو تطوّر خطير بالنسبة لإسرائيل وانتصار لإيران».

بعد هذا الاستعراض للمواقف، تبيّن انّ الشرق الأوسط ومن ضمنه لبنان سيتطور لمصلحة دول المنطقة، وعن ذلك قال سماحة السيد حسن نصر الله انّ عودة العلاقات بين الدولتين السعودية والإيرانية هو لمصلحة شعوب المنطقة وليس على حسابها ويفتح آفاقاً جديدة.

وما يهمّ المسلمين انّ عودة العلاقات والحوار بين الدولتين السعودية والسورية سيطفئ نار التوترات والحساسيات بين المسلمين ويؤسّس لتفاهمات لم تكن متوفرة من ذي قبل، وهدفها وحدة كلمة المسلمين واجتماعهم على الدين الواحد والالتزام به قولاً واعتقاداً وعملاً على صعيد الفرد والأسرة والمجتمع، والله سبحانه يؤكد على ذلك بقوله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ»، وقوله أيضاً سبحانه «وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ»، «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ»…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.