إنجلترا “المتشائمة” تخشى عقدة 48 عاما أمام إيطاليا “المتحمسة”

england - italy - mondial 2014 - sport

موقعة نارية مبكرة بين إيطاليا وإنجلترا في المجموعة المونديالية الرابعة.

تتجه الأنظار مساء السبت الى ملعب “ارينا امازونيا” في ماناوس “الحارة والرطبة جدا” حيث تتواجه ايطاليا مع إنجلترا في موقعة نارية مبكرة قد تحدد مصيرهما في مونديال البرازيل ، خصوصا في ظل وجود الاوروجواي إلى جانبهما في المجموعة الاولى التي تضم كوستاريكا ايضا. وستكون الموقعة بين بطلي العالم السابقين اعادة لمواجهتهما في الدور الثاني من كأس اوروبا 2012 حين خرجت ايطاليا فائزة بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر- صفر في الوقتين الاصلي والاضافي في مباراة كان “الازوري” الطرف الافضل فيها بشكل واضح. ويخوض الطرفان اللقاء وسط تخوف من الحرارة والرطوبة المرتفعتين في ماناوس ومن وضع عشب ملعب “ارينال امازونيا” الذي يعاني من الجفاف ، ولا يقتصر الامر على ارضية الملعب بل ان الاعمال فيه لم تنته قبل ساعات على استضافته هذه المباراة. وبعيدا عن الاجواء المناخية ووضعية الملعب، من المتوقع ان تكون المباراة مثيرة وصعبة جدا بحسب ما توقع لاعب وسط يوفنتوس كلاوديو ماركيزيو الذي تطرق الى التعديلات الكثيرة التي ادخلت على التشكيلة الانجليزية، قائلا :”اعتقد اننا سنواجه منتخبا انجليزيا مختلفا عن كأس اوروبا 2012. ستكون مباراة صعبة”. وتابع “اللقاءات مع إنجلترا دائما ما تكون مواجهات رائعة. لقد غيروا الكثير من اللاعبين الذين لعبوا بشكل جيد جدا مع انديتهم، لكن التغيير طالنا ايضا”. وضمنت ايطاليا تأهلها إلى النهائيات قبل جولتين على انتهاء التصفيات لكنها فشلت منذ حينها في تحقيق الفوز في سبع مباريات متتالية، وفوزها الاخير الذي حققته قبل ايام معدودة كان على فريق فلوميننزي البرازيلي (5-3). واشار ماركيزيو الى ان فريقه متحمس جدا لبدء مشواره ضد إنجلترا خصوصا ان المدرب تشيزاري برانديلي سمح للاعبين باصطحاب عائلاتهم معهم الى البرازيل كما كان الحال في كأس اوروبا 2012 حين وصلت ايطاليا الى المباراة النهائية قبل ان تخسر أمام إسبانيا. وبامكان برانديلي الاعتماد في المشوار البرازيلي الذي يحلم فيه الايطاليون بتتويجهم العالمي الخامس، على عناصر الخبرة مثل صانع العاب يوفنتوس اندريا بيرلو وزملائه في فريق “السيدة العجوز”، المتوج بطلا لايطاليا للموسم الثالث على التوالي، الحارس القائد جانلويجي بوفون وثلاثي الدفاع جورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي واندريا بارزالي، اضافة الى لاعب وسط روما دانييلي دي روسي. ويملك الازوري ايضا العلم والمرونة التكتيكية التي ظهرت في كأس اوروبا 2012 والتصفيات المؤهلة الى مونديال 2014، ويتحدث برانديلي عن هذه المسألة، قائلا: “موهبة هذا الفريق تكمن في عدم فقدان التركيز، والقدرة على المعاناة للبقاء في المباراة”. من اجل النجاح في هذا التحول، تعتمد ايطاليا على قوة جماعية رسمها مهندس الفريق قبل اربع سنوات: “نحن فريق يعرف امكاناته تماما، يستفيد الى الحد الاقصى من قدراته، ويقدم كل ما في وسعه”. وقد حث برانديلي لاعبيه على اثبات قيمتهم في العرس الكروي العالمي، مضيفا في حديث لصحيفة “جازيتا ديلو سبورت”: “اولا علينا تجاوز الدور الاول ثم علينا تنظيم صفوفنا بأكبر قدر ممكن من اجل الوصول الى النهائي”. واشار برانديلي الى انه لم يقرر الخطة التي سيعتمدها في البرازيل ان كانت 4-3-1-2 أو 4-5-1 أو 3-5-2 التي طبقها في معظم مباريات كأس أوروبا 2012 ، معتبرا بان المرونة التكتيكية قد تكون المفتاح ، على غرار ما حدث في كأس القارات العام الماضي حين وصل منتخبه إلى قبل النهائي قبل ان يخسر مجددا امام نظيره الاسباني لكن بركلات الترجيح هذه المرة (حل ثالثا بفوزه على منافسته في مونديال 2014 الاوروجواي بركلات الترجيح). وقال برانديلي “في كأس القارات العام الماضي قمنا بتغيير تشكيلتنا ولاعبينا كثيرا لكن تمكنك من القيام بهذا الامر يمنحك خيارات اضافية. انها افضلية”. وسيعول برانديلي في مباراة إنجلترا على مهاجم ميلان ، ماريو بالوتيلي الذي يعرف الكرة الإنجليزية جيدا كونه دافع عن الوان مانشستر سيتي، اضافة الى البرتو اكويلاني وماركو فيراتي الذي تعافى من الزكام وبإمكانه المشاركة في اللقاء الذي سيكون الاول لايطاليا في العرس الكروي العالمي منذ ان اصبحت في 2010 اول منتخب يخرج من الدور الاول بعد تتويجه باللقب في النسخة السابقة (2006). وفي المقابل، تدخل إنجلترا الى نهائيات البرازيل وهي تسعى الى التخلص من اللعنة التي تلاحقها منذ فوزها المثير للجدل على المانيا الغربية (4-2 بعد التمديد) في نهائي نسخة 1966 الذي اقيم على ملعب “ويمبلي” في لندن. ولم يتمكن منتخب “الاسود الثلاثة” منذ فوزه باللقب العالمي للمرة الاولى والأخيرة من الارتقاء الى مستوى الطموحات التي عقدت عليه اذ فشل في تحقيق اي نتيجة جديرة بالثناء باستثناء احتلاله المركز الثالث في كأس اوروبا 1968 ووصله الى نصف نهائي مونديال 1990 وكأس اوروبا 1996. ولا يبدو ان الوضع سيتغير جدا في مونديال البرازيل 2014 رغم تمكن الإنجليز بقيادة روي هودجسون من إنهاء التصفيات دون هزيمة ، كما كانت حالهم في نهائيات كأس اوروبا 2012 حين ودعوا البطولة القارية من دور الثمانية على يد ايطاليا بركلات الترجيح ودون هزيمة. فالكرة الإنجليزية لم تتمكن منذ 1966 من تطوير نفسها بالشكل المناسب الذي يخولها مقارعة منتخبات كبرى اخرى مثل المانيا التي اكتسحتها في الدور الثاني من مونديال 2010 بنتيجة 4-1، او بطلة العالم وأوروبا إسبانيا ، او حتى ايطاليا التي احدثت تغييرا نوعيا في اسلوب لعبها منذ وصول برانديلي بعد مونديال جنوب افريقيا. ويبدو ان الجمهور الانجليزي تخلى عن تصنيف منتخب بلاده من بين المنتخبات الكبرى المرشحة للفوز باللقب العالمي او القاري على حد سواء، وحتى ان المدرب هودجسون بدا ايضا فاقد الامل بانجاز على الاراضي البرازيلي بقوله: “من الصعب الحديث عن التوقعات، لكني كمدرب متحمس في يوم اعلان تشكيلته (للنهائيات)، سيكون من المحزن عدم الايمان بان هناك املا لنا (بتحقيق شيء ما)”. وطال التشاؤم وزارة الداخلية حتى اذ رفضت السماح بفتح المقاهي حتى وقت متأخر من الليل من اجل متابعة مباريات المنتخب، مبررة ذلك بقولها: “اذا كانت إنجلترا ضامنة خوضها لمبارياتها في الدور الاول ، فهناك امكانية كبيرة جدا بان لا تكون موجودة في المباريات التي تقام بعد ذلك (اي ستخرج من الدور الاول)”. وبغض النظر عن الامكانيات التي يتمتع بها المنتخب الانجليزي، فان هودجسون سيخوض نهائيات البرازيل 2014 تحت ضغط اكبر من مشاركته الاولى معه في كأس اوروبا 2012 التي خاضها بعد شهر فقط على استلامه مهامه كخلف للايطالي فابيو كابليو الذي رحل عن المنتخب بسبب تجريد مدافع تشلسي جون تيري من شارة القائد. وورث هودجسون منتخبا لا بأس به من كابيلو الذي نجح في فترة زمنية قصيرة من نقل إنجلترا من الحضيض الى احد المنتخبات القوية مجددا، وذلك بعد ان بلغ “الاسود الثلاثة” الحضيض في 7 نوفمبر عام 2007 بخسارتهم امام كرواتيا على ملعب ويمبلي 2-3 وطارت مع الخسارة احلام المشاركة في كأس اوروبا عام 2008 في سويسرا والنمسا. وقام هودجسون بتطعيم المنتخب بلاعبين شبان مميزين مثل دانيال ستاريدج ورحيم ستيرلينج وجوردان هندرسون (ليفربول) وداني ويلبيك (مانشستر يونايتد) وادم لالانا ولوك شو (ساوثمبتون) وروس باركلي (ايفرتون) الذي تحدث عن مباراة الغد المتوقع عدم مشاركته فيها، قائلا: “من المهم جدا عندما تبدأ بطولة معينة ان تحدد الوتيرة منذ المباراة الاولى. يجب ان تبدأ بنتيجة جيدة. يجب الدخول الى المباراة وأنت متحضر وان تسعى للفوز بها”. وبدا باركلي الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، مستخفا بالمنتخب الايطالي الفائز باللقب العالمي اربع مرات، عندما تطرق الى مواجهة الاوروجواي ونجومها الكبار بمعنويات مرتفعة من خلال الفوز على “الازوري” الذي خرج منتصرا من المواجهة الوحيدة التي جمعته بالأسود الثلاثة في كأس العالم وكانت على المركز الثالث (2-1) في مونديال 1990 على ارضه. ولم يسبق لإنجلترا أن فازت على إيطاليا في نهائيات بطولة رسمية اذ خسرت امامها في الدور الاول من كأس اوروبا 1980 (صفر-1) والدور الثاني لكأس اوروبا 2012، فيما تواجها مرتين في تصفيات كأس العالم 1978 (فازت ايطاليا ذهابا 2-صفر وإنجلترا ايابا 2-صفر ايضا) و1998 (فازت ايطاليا ذهابا في ويمبلي 1-صفر وتعادلا ايابا صفر-صفر).

الميادين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.