الشيخ جراح.. هل تشتعل شرارة “سيف القدس” مجدداً؟

صحيفة الوفاق الإيرانية:

هي ذاتها الإرهاصات التي اشتعلت لأجلها معركة “سيف القدس” قبل أقل من عام في أيار/مايو الماضي، بعودة عربدة قطعان المستوطنين في مدينة القدس المحتلة وعلى وجه الخصوص في حي الشيخ جراح الذي شكل أيقونة الصراع في المعركة الماضية.

ووسط تهديدات وتحذيرات من المقاومة الفلسطينية بأنّ العربدة في القدس وحي الشيخ جراح أمر لا يحتمل الصمت وهو لعب بالنار، تنامت حالة من القلق والمخاوف الإسرائيلية خشية عودة المعركة، في ظل تأكيد المراقبين والخبراء أنّ المقاومة باتت تمتلك زمام المبادرة، وأصبحت جاهزة بجدارة لإدارة معركة جديدة.

ويأتي هذا في ظل انعدام الأفق السياسي واستمرار العربدة الصهيونية على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم في القدس المحتلة والضفة والداخل المحتل.

لعب بالنار

حركة حماس وعلى لسان عضو مكتبها السياسي ومسؤول مكتب شؤون القدس فيها، هارون ناصر الدين، حذرت من أنّ تصاعد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، والمتضامنين معهم يمثل “لعباً بالنار”.

وقال ناصر الدين في تصريحات خاصة لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”، إن الحركة “أرسلت رسائل للوسطاء عن آخر الأوضاع في القدس والشيخ جراح، وإبلاغهم أن ما يفعله الاحتلال هو لعب بالنار”.

وشدد على أن “ما تجرّعه الاحتلال في معركة سيف القدس يمكن أن يتكرر مضاعفاً إن بقيت هذه الاعتداءات مستمرة”، مبيناً أنّ قيادة حركته أجرت اتصالات وحوارات مع الأشقاء في مصر حول أوضاع القدس وتصاعد الانتهاكات.

وحذر القيادي في حماس، من أن “وضع المتطرفين خيمة في الشيخ جراح، واقتحام أرض عائلة سالم، هو فتيل لاندلاع مواجهات لن تقف إلا باستعادة حقوقنا”.

وتعرض أهالي الشيخ جراح خلال الأيام الأخيرة، إلى اعتداءات غير مسبوقة من قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال، تخللها عمليات ضرب وقمع وملاحقة، ومواجهات عنيفة وإلقاء للقنابل الصوتية والغازية، ما أسفر عن وقوع عشرات الإصابات.

ويرى مختصون في الشأن المقدسي، أنّ عودة قضية الشيخ جراح لتصدر واجهة الأحداث من جديد، يؤكد إصرار الاحتلال بنيته على حسم هذه القضية، وتحقيق مطامعه بالسيطرة على الحي، تمهيداً لإقامة مستعمرات استيطانية تفصل قرى القدس عن بعضها.

فوهة البركان

يقول المختص في شؤون القدس صالح الشويكي، إنّ “المقدسيين الآن على فوهة البركان، ويمكن أنّ يشكل ما يجري بحقهم شرارة جديدة لانطلاق معركة أخرى مع الاحتلال الصهيوني، مبيناً أنّ ما يجري في الشيخ جراح هو عربدة وجريمة قانونية يعاقب عليها القانون المدني والدولي.

ويوضح الشويكي لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه في حين يغلق الاحتلال الطرق أمام الفلسطينيين المناصرين لإخوانهم في حي الشيخ جراح، ويمنعهم من الوصول للحي، يفتح الطرق على مصراعيها أمام قطعان المستوطنين، ويشجعهم على العربدة والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وهو ما قد يشكل شرارة جديدة لعودة المعركة.

ويؤكد الشويكي، أنّ الهرولة العربية للتطبيع تمنح الاحتلال ضوءاً أخضر تلقائيا للاستمرار في اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، منادياً الشعوب العربية: “قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل فرض عين على كل مسلم، يجب أن يتكاتف جميع المسلمين في أنحاء العالم من أجل الدفاع عن أرض المسرى”.

ويشير المقدسي الفلسطيني، أنّ الفلسطينيين بعد اعتمادهم على الله ثم أنفسهم، سيفشلون كل نوايا ومخططات الاحتلال، مبيناً أنّ عمليات الهدم باتت تجري في كل بقاع فلسطين، فقد امتدت للناصرة وأم الفحم، واليمين المتطرف يعلن الحرب على الفلسطينيين في يافا أيضاً.

أمور مجربة

ويؤكد الخبير في شؤون القدس جمال عمرو، أنّ العوامل ذاتها التي اشتعلت لأجلها معركة سيف القدس هي ذاتها التي تتكرر الآن، فهي عوامل مجربة ولا تختلف البتة.

وبين أنّ الأمور باتت واضحة أن الجميع على جاهزية واستعداد وتهديد متبادل لا يخفى على أحد.

ويحذر عمرو في حديثه لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” من أن المتطرفين الصهاينة ذاهبون إلى صناعة الحرب بأنفسهم باستمرار اعتداءاتهم في القدس وحي الشيخ جراح خاصة.

وأوضح أنّ لدى الصهاينة نية مبيتة في رمضان القادم لاقتحام المسجد الأقصى بما يسمى “السبت العظيم” وهو ما قد يعود “ليس بسيف القدس بل بسيوف كثيرة تذل الاحتلال” وفق قوله.

ويضيف الخبير المقدسي: “يبدو واضحاً أنّ الاحتلال يتحمل وحده المسؤولية، ويسارع في صناعة حرب في المنطقة، ويقدم نموذجا في الحقارة والقذارة، بل ويقود المنطقة لحمام دم”.

وأكد أن “الأمر لم يعد بحاجة لتأكيد، فإنّ الفلسطينيين على أتم الاستعداد والجهوزية، ولا يوجد لديهم ما يخسرونه”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.