الكلمة الفيصل: المتناقضون

faysal-alkalima

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:

يناقض إعلاميو وناشطو كره المقاومة أنفسهم حين يتحدثون عن واقع عيش الناس في “بيئة” حزب الله. ويصورون هذه البيئة وكأنها بيئة موجودة في كوكب يسوده الظلام، وتسيطر عليه عصابات القمع لا يتنفس فيه أحد دون إذن، ولا يتحرك فيه أحد دون موافقة مسبقة. كما يناقضون أنفسهم حين يُظهرون كم أنهم مظلومون ومضطهدون في حياتهم اليومية بسبب تطرقهم في مقالاتهم ومقابلاتهم إلى حزب الله والمقاومة، وينادي بعضهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، ويستجدي بكاء القرّاء أو المشاهدين عليه، وكأنه النبي المضطهد أو الحكيم المنبوذ في قومه، محاولاً أن ينال شفقة من يشفق وعطف من يعطف عليه.
بعض هؤلاء على الأقل يعيش ويتنفس في بيئة حزب الله، دون أن يلتفت أحد إليه أو أن يقول له ولو كلمة: أف. أحد هؤلاء من الذين عُرفوا بحقدهم على الحزب يقيم في عاصمة دولة الحزب، الضاحية الجنوبية، ويتنعم بأمان الضاحية، وينام ملء شوارده عن هاجس التعرض له، لأن الضاحية تحميه. شخص آخر من هؤلاء له في عاصمة حزب الله دار يدعو إليها أصدقاءه ويوزع عليهم فيها ما طاب من أنواع الويسكي دون أن يداهمه عناصر حزب الله مستنكرين عليه ما يقوم به، حتى إذا أخذته نشوة الخمرة جال في دماغه صديقه من الجن ليلهمه ما يحلو له من نصوص ينشرها في صفحته على فايسبوك ذماً لحزب الله وانتقاداً له.
آخرون من هؤلاء الإعلاميين والشخصيات الناشطة يترددون أسبوعياً إلى قراهم الجنوبية والبقاعية، حيث معاقل حزب الله، وحيث أمن حزب الله ورقابة حزب الله، دون أن يعبأ بهم أو يلتفت إليهم أحد، ودون أن “يعبّرهم” أحد. أكثر من ذلك، لا يترك أحدهم شتيمة إلا وشتمها ولا نقداً إلا وذكره بحق حزب الله والمقاومة هادفاً من وراء ذلك لفت انتباه أحد أنصار المقاومة ويخيب ظنه عند كل محاولة.
أما آخر إبداعات أحدهم فهو ذكرُه لجلسة سرية لأعضاء شورى حزب الله ناقشت كيفية التخلص منه، لخطره العظيم على حزب الله، وربما لمنافسته أمين عام الحزب في كسب قلوب الشيعة واللبنانيين والعرب، ولم نعلم من أخبره بتفاصيل هذه الجلسة السرية، مع أن رأي أحد الاستراتجيين في الموضوع أن ناقل الخبر نحلة كانت عابرة في مكان الجلسة.
تريدون أن تعرفوا أطرف ما في هؤلاء؟ أطرفه أن يكون بعضهم عنصراً في حزب الله، ثم يعلن “انشقاقه”، إي والله، يعلن انشقاقه عن الحزب، فيصبح بعد ذلك في شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار “قيادياً سابقاً” في حزب الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.