الكلمة الفيصل: رومية وكارثة النسيان

faysal-alkalima

 

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:

لماذا كلما قرأت أو سمعت عن سجن رومية أصاب بقشعريرة في كل جسدي تصل حتى إلى شرايين؟ هذه الحالة لا تصيبني حينما أسمع أو أقرأ عن معتقل الخيام الذي مارس فيه العدو الإسرائيلي وعملاؤه أبشع أنواع التعذيب ضد المقاومين في عهد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، كما لا تصيبني عندما أسمع عن معتقل غوانتانامو الذي تستعمله السلطات الأميركية لسجن من تسميهم بالإرهابيين.

لا أعتقد أن السلطات اللبنانية تمارس نفس أنواع التعذيب الذي مارسه الاحتلال الإسرائيلي وعملاؤه في معتقل الخيام، فلماذا هذه القشعريرة إذاً طالما أنها ليست خوفاً من التعذيب؟ ربما هي قشعريرة الخوف من النسيان، نعم النسيان.

قرأت اليوم في صحيفة لبنانية عن بعض حالات النسيان التي تعرّض لها بعض السجناء المرميين في سجن رومية من الذي تبين بعد مرور سنوات أنهم لا جرم عليهم أو الذين نسيتهم السلطات المعنية لسنوات بعد انتهاء محكوميتهم، فظلوا مرميين في السجن أعواماً وأعواماً.

لا شك أن كل ما نسمعه ونقرأه عن سجن رومية مؤلم وفظيع، من حشر المساجين في زنزانات تضيق عن الأعداد التي تضمها، ومن تفشي تعاطي وتجارة المخدرات، ومن ومن، لكن ما هو الأشد إيلاماً أن تُمنع الحرية عن مستحقها، فيرمى في السجن البغيض هذا إلى أن يتذكر مَن يتذكر، هذا إن تذكّر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.