خاطرة “أبو المجد” (الحلقة السابعة والأربعون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

-1-

يا جِلَّقَ الشام، إنَّا خِلْقَةٌ عَجَبٌ     لم يَدْرِ، ما سِرُّها، إلّا الذي خَلَقَا

* الجواهري

[تنظيم “القاعدة” الإرهابي، يعاقب “مدينة الرقة” عبر ذراعه في سورية “جبهة النصرة”]

والعَـالَم (المسمّى: المجتمع الدولي) ليس فقط لم يحرّك ساكناً، بل لم يحرّك لساناً، لاستنكار قيام تنظيم إرهابي ظلامي تكفيري، هو (القاعدة) عبر ذراعه في سورية (جبهة النصرة) بغزو مدينة، وقتل أبنائها، وتدمير منشآتها..

لا بل إنّ هذا العالم المنافق المخادع الذي يدّعي محاربة الإرهاب، ويضع فرع “القاعدة ” في سورية الذي هو “جبهة النصرة” على “لائحة الإرهاب”، لم يكتف بعدم الاستنكار، بل أوعز لبيادقه في النظام الأردوغاني الإخونجي، وفي (صحوات الجنرال تبرايوس الأمريكي في الأنبار) لتقديم كل أنواع الدعم الممكن، لهذا التنظيم الإرهابي الدموي، من أجل غزو مدينة “الرقّـة”..

ولأنّ (الرقّـة) لم تخضع للإرهابيين، وبقيت ملتزمة بوطنها السوري وبقيادتها الوطنية.. فكان قرار المحور الصهيو – أمريكي – العثماني – النفطي والغازي، بمعاقبة مجتمع الرقة، جزاءً له على وطنيته والتزامه الأخلاقي والقانوني والاجتماعي. ولكن نَـسِـيَ أسياد هذه العصابات الإرهابية المسلحة – أو لم ينسوا- أنّهم حفروا لهم قبرهم بأيديهم في مدينة (الرقّـة)، لأنها ستكون مقبرة لهم، وستكون درساً قاسياً، لكلّ مَـن يفكّـر باقتطاع مساحة جغرافية من الوطن السوري، بغرض تشكيل (قاعدة انطلاق سياسية) تكون رافعةً له، في المعركة السياسية القادمة.

وإذا كان هؤلاء وأسيادهم ومخططات أسيادهم، فشلوا في (حمص) وفي (حلب) وفي (دمشق) – وطبعاً نجحوا فقط في تدمير كل ما وصلت إليه أيديهم- .. فهل يتوهّـمون أنّهم يمكن أن ينجحوا في (الرقّة)؟.. صحيح أنّ خسائر أهلنا في مدينة (الرقّـة) بالأرواح والممتلكات، تدعو للأسى والألم.. ولكنّ الخسائر الكبرى التي ستدفعها هذه العصابات الإرهابية، وإفشال المخطط الكامن وراء ذلك الغزو، تشكّـل ثمناً أكبر من التضحيات التي جاد ويجود بها، أهلنا في (الرقّة)، من أجل إسقاط الحلَـقات الأخيرة في المشروع العدواني الاستعماري الصهيو – وهّابي – الإخونجي على سورية.. والعبرة دائماً بالنتائج.

-2-

[ المعارضات السورية: بيدق خارجي.. أو ظاهرة صوتيّة ]

(1)            (هل تعلم، أنّ جميع المعارضات الخارجية)، تستمد قوّتها ودعمها ومبرر وجودها، من محتضنيها ومفبركيها الأمريكان والأوروبيين والأتراك، ومن مموِّليها ومُسلِّحيها، نواطير النفط والغاز في مشيخات ومحميّات الأعراب.. وأنّ الرصيد الوحيد لهذه المعارضات، هو أعداء سورية وأعداء العرب والإسلام، من المستعمرين القدامى والجدد، وأدواتهم وأذنابهم وبيادقهم.

(2)           (وهل تعلم، أنّ الرصيد الوحيد لمعظم المعارضات الداخلية) هو صوتها، وأنّها ليست أكثر من “ظاهرة صوتيّة” لا تستند إلى أيّ قاعدة اجتماعية، ولذلك ترفع عقيرتها، ليلاً نهاراً فقط، لتشتم الدولة، ولتوجّه لها سيلاً متلاحقاً من الاتّهامات الظالمة، ظناً منها، أنّها كلما زادت جرعة الشتائم والاتّهامات، بحق الدولة، كلما استطاعت، أن تجد لها مكاناً، في الجغرافيا السياسية السورية.

(3)           (وهل تعلم أنّ مَن يمتلك وجوداً ميدانياً، على الأرض) هو العصابات الإرهابية التكفيرية الظلامية، والزمر الإجرامية المتنوعة من اللصوص وقطّاع الطرق والمهربين والمتعاطين والفارين من وجه العدالة وأصحاب السوابق.

(4)           (وهل تعلم أنّ المحور الصهيو- أميركي) يدرك هذه الحقيقة، بعمق، وإن كان لا يجهر بها، ويدرك – وهذا هو الأهم- أنّ مشروعه، لإسقاط سورية في الحضن الصهيو- أميركي، قد باء بالفشل الذريع، بعد أن كان واثقاً، بأنه سوف يتمكن من تحقيق ذلك، خلال شهرين، فقط.

(5)           (وهل تعلم أنّ هذا المحور”الصهيو- أمريكي”) قد قرّر، حينئذ، أن يعاقب الشعب السوري، بكامله، عقاباً دموياً صارماً، جزاء له على صموده وتمنّعه وإفشاله لمخططه الاستعماري الجديد، ولذلك أوعز لأتباعه وأذنابه من أعراب الغاز والكاز، لتقديم كل ما يستطيعون تقديمه، من مال وسلاح وعتاد، لمختلف العصابات والزمر العاملة، داخل سورية، من أجل تحويلها، إلى قاع صفصف من الخراب، واتّهام (النظام السوري) بأنه هو من قام بذلك، أو أنه، على الأقل، هو من تسبّب بذلك.

(6)           (وهل تعلم أنّ المحور الصهيو- أمريكي نفسه) هو أوّل مَن يدرك، أنّ (اللعبة انتهت بالفشل:game is over ) وأنه يقوم بعملية قتال تراجعي، على حساب دماء السوريين، ومقدَّراتهم، وبواسطة الأموال النفطية والغازية.. ظناً منه، أنه كلما زاد حجم الخراب والدمار والقتل والدماء في سورية، كلما كان ذلك سبيلاً، لإخراجها من موازين القوى العربية والإقليمية، ولانكفائها على ذاتها، لتضميد جروحها، واستعادة أنفاسها، بما يستغرق، عقوداً عديدة.

(7)           (وهل تعلم أنّ جميع التصريحات المتلاحقة، في هذه الأيام، عن التسليح)، المميت منه وغير المميت، ليس إلاّ ستارة دخانية، لتغطية عملية القتال التراجعي المذكورة، لأنّ عملية التسليح لم تتوقف منذ عامين كاملين، ولم تترك سلاحاً أو عتاداً، يمكن لهذه العصابات الإرهابية، استخدامه، إلاّ وزوّدتها به، وأنّ التصريح بذلك، الآن، ليس أكثر من توصيف لفعل ماضٍ، مضى ولا زال مستمراً، وأنه عملية إبراء للذمة، بأنّهم لم يقصّروا في دعم هذه العصابات، ولكن، ليس بالإمكان، أحسن مما كان، بالنسبة لهم.

(8)           (وهل تعلم بأنّ سورية، هي الموطن الأول لطائر الفينيق) الذي يعود إلى الحياة، من بين الرماد، بأقوى ممّا كان، وأنّ كل حسابات أعدائها، بإخراجها من موازين القوى العربية والإقليمية، وبإلغاء دورها، هي حساباتٌ خاطئة وفاشلة ورغبوية.. وأنّ سورية، سوف تكون خلال السنوات القليلة القادمة، هي قطب الرحى في هذا العالم، كما كانت، عبر تاريخها الأموي، وصولاً إلى حاضرها الأسدي، لا بل إنّ السوريين، سوف يكونون مبعث الفخر وموضع الاعتزاز، في هذا العالم، لأنّهم، هم، مَن استطاعوا إنهاء القطبية الأحادية الصهيو- أميركية، في هذا الكون، وهم من قدّموا التضحيات الجسيمة، التي أفسحت المجال لجميع شعوب الأرض، لكي تحافظ على كرامتها، وتتمتع بحريتها، وتحافظ على استقلال قرارها، وترفع رأسها عالياً، إلى عنان السماء.

-3-

[ الصدق – الاستقلالية – الغيّرية ]

صفات ثلاث، لكلّ الثورات الحقيقية في العالَم.. وأمّا (الثورات البرتقالية) المصنّعة في أقبية البنتاغون والـ cia و(ثورات الناتو) المسوّقة في بعض أنحاء الوطن العربي، فتتّصف بصفات ثلاث أخرى، مضادّة للصفات السابقة، وهي:

[ الدّجل – التبعية – الأنانية ]

والسؤال الجوهري حول ما يجري في سورية، هو: هل قال (ثوّار الناتو) كلمة صِدْق واحدة، منذ سنتين حتى الآن؟.. وهل قاموا بعمل أو اتّخذوا موقفاً، غير مُمْلَى عليهم من نواطير النفط والغاز؟ أو من الباب العالي الجديد؟ أو من أحفاد سايكس بيكو وبلفور؟.. وهل أقدموا على موقف واحد – ولو كلامياً فقط – إلاّ وهو مليء بالحقد والضغينة، على الشعب السوري والجيش السوري والدولة السورية، عندما اتّخذوا مواقف إعلامية وسياسية، تبرّر جميع الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الإرهابيون الظلاميون وعصابات القتل والخراب بحق المجتمع السوري.. وتبرّئهم منها، وتحمّل المسؤولية لـ(النظام).. وكل ذلك من أجل ابتزاز الدولة الوطنية السورية، ومحاولة الحصول على مكاسب ذاتية لهم، على حساب خراب ودمار ودماء السوريين.

(ثوّار الناتو) في سورية، التابعون لجميع أعداء الإسلام والعرب والسوريين، من أمريكا إلى أوربا، إلى محميات النفط المستعبَدة للمحور الصهيو-أطلسي، إلى بني عثمان، إلى إسرائيل.. والمتربّعون في أحضان هؤلاء، والمتموّلون بأموالهم، والمتسلّحون بسلاحهم.

(ثوّار الناتو) في سورية، الذين لم يقولوا كلمة صدق واحدة، منذ سنتين حتى الآن، بدليل نكرانهم الكلّي، لجميع عمليات التفجير والتدمير والاغتيال والتفخيخ، واتّهام (النظام) بها، حتى أنّ أحد بلهائهم المتفاصحين (ملهم دروبي) قال عن تفجيرات (حيّ المزرعة) الإجرامية الفظيعة، مؤخراً: (إنّها في صحائف “بشّار الأسد”!!!).

(ثورة!!!) و(ثوّار!!!) بهذه المواصفات غير المسبوقة تاريخياً، من حيث العمالة للمستعمرين وأذنابهم، ومن حيث السفالة، ومن حيث الدّجل والنذالة، بحيث لا يمكن أن يقولوا كلمة صِدْق واحدة… كيف يمكن إلّا لمَن هو مِثْلُهم، أو كان مُغَفَّلاً، أن يتوهّم إمكانية انتصار هؤلاء على الدولة الوطنية السورية، مهما تمادوا في حقدهم ودمويتهم وارتهانهم وتآمرهم وغيظهم وكيدهم على الشعب السوري؟؟.

نعم يستطيع أيّ (أزعر) أن يفجّر ناطحة سحاب، وهذه ليست رجولة، بل إجرام غير مسبوق، ولكن الشعوب الحيّة، تعيد البناء، بأحسن وأجمل وأفضل ممّا كان.

-4-

[ ما هو المطلوب من سورية؟ ]

المطلوب منها: (فكّ تحالفها مع المحور الإيراني، ووقف الدعم الإيراني الذي يأتي إلى “حزب الله” عبر البوّابة السورية).

فقط!!! هذا هو المطلوب: أمريكياً وأوربياً وإسرائيلياً وخليجياً وتركياً، ومعهم كلّ مَن هبّ ودبّ من أتباع “العمّ سام” في هذا العالم (وكل مَن يقرأ ويشاهِدْ، وسائل إعلامهم، يعرف ذلك).

ويردّد هذه اللَّازِمة، الآلاف من مجنّدي المارينز الإعلامي الأعرابي المتصهين، الذين لا يجرؤون على تسمية الأشياء بأسمائها، فعبارة (فكّ التحالف مع المحور الإيراني) مصطلح لا يوجد فيه كلمة واحدة تعبّر عن الحقيقة، فبدلاً من أن يقولوا (منظومة المقاومة ضد إسرائيل وداعِمِيها) يقولون: (المحور الإيراني).. وبدلاً من أن يقولوا (التخلّي عن نهج مقاومة المشروع الصهيوني، والاستسلام له) يقولون: (فكّ التحالف مع المحور الإيراني).. وبدلاً من أن يقولوا: (محاربة المقاومة اللبنانية نيابةً عن إسرائيل، لأنّها أدمت أنف إسرائيل وجعلتها تُعيد حساباتها الإستراتيجية) يقولون: (وقف الدعم الإيراني لحزب الله، عبر البوّابة السورية).

هؤلاء، ليسوا عملاء وأجراء فقط، وليسوا منافقين ودجّالين فقط، وليسوا غوغائيين وأقزام فقط، بل هم فوق ذلك، جبناء ورعاديد…

ولأننا في الدولة الوطنية السورية، ومعنا شرفاء العرب والعالَم، أصحاب قوّة، وأصحاب حقّ، وأصحاب إرادة، ونتحلّى بالشجاعة، فإننا سوف نهزم المشروع الصهيو-أمريكي في هذا الشرق العربي، مهما بلغت التضحيات.. وعندما ينهزم هذا المشروع، عندنا، سوف يتهاوى في أرجاء العالَم، وسوف تتساقط، كأحجار الشطرنج، أدواته وبيادقه النفطية والغازية، وباقي الأدوات المأجورة والمسمومة والمأفونة، ليس على الساحة العربية فقط، بل على امتداد ساحة العالَم.

وأخيراً نذكّر بما قاله (باتريك سيل): [ في حال أصبحت إيران، دولة نووية، قد تفرض تحدّياً مختلفاً على إسرائيل.. لن تشكّل خطراً على وجودها، لكنّها قد تَحُدّ من حرية إسرائيل، في شنّ هجوم على البلدان المجاورة، كلما شاءت ذلك.. ولهذا السبب، سَعَتْ إسرائيل إلى إثارة المخاوف ضد برنامج إيران النووي، وضد صواريخ “حزب الله”.. فكيف تجرؤ البلدان المجاورة لإسرائيل، على الدفاع عن نفسها؟؟!! ]

-5-

[ الشيخ “كايد المفلح العبيدات” أشهر كربلائي “شرق أردني” في القرن العشرين ]

إذا كان البطل “يوسف العظمة” أشهر كربلائي سوري، في القرن العشرين، فإن البطل “كايد المفلح العبيدات” هو أشهر كربلائي “شرق أردني” في القرن العشرين.

هل تعلم، ماذا قال “الشيخ كايد” في المؤتمر الوطني الذي عقده رجال شمال الأردن، بمشاركة وفود من الحركة الفلسطينية، بتاريخ (٦ نيسان ١٩٢٠)، قال: (إنّ إخواننا في دمشق، يعانون من مظالم المحتلين الفرنسيين، وإنّ علينا مهمات، لا تقل عن مهماتهم، وهي تكمّل بعضها بعضاً، فنحن نتصدّى للإنكليز واليهود، وهم يتصدّون للفرنسيين، ليعرف الحلفاء، أننا أبناء أمّة واحدة، ولن نسمح بمصادرة حريتنا، وإذا كان الموت، حكمة من حكم الله عز وجل وآياته، فإنّ أشرف أشكال الموت، أن نموت في سبيل الله، من أجل الوطن، على أرض فلسطين).

وضَرَبَ الشيخ المجاهد البطل الكربلائي (كايد المفلح العبيدات) المثل بنفسه، عندما كان، أوّل شهيد شرق أردني، يقدّم نفسه شهيداً، في معركة (تل الثعالب) قرب (سمخ) على تراب فلسطين الطاهر.

-6-

[ غولدا مائير.. ومعارضة الناتو ]

بالله عليكم، عندما يجري تبرير جرائم الحرب المرتكبة، ضد الدولة الوطنية السورية، والقول بأنّهم يدافعون عن أنفسهم، ضد قمع وعنف السلطة.. ألا ترون، كم تشبه تبريرات المحور الصهيو- أمريكي وأذنابه النفطيون، ومحميّــاته الأخرى، وأبواقه البائسة، في الدفاع عن تلك العصابات الإرهابية الظلامية والمجموعات الإجرامية، التي عاثت فساداً وخراباً ودماراً في سورية.. ألا يشبه قول (غولدا مائير) [ إننا لن نغفر للعرب، إجْبَارَنا على إطلاق النار عليهم، وقَـتْـلِ أبنائهم!!!!]….

-7-

[ معّاز الخطيب ] يفوّض نفسه، التحدّث باسم (الشعب السوري)!!!.

لا يخجل مرتزقة الناتو ولاعِقو أحذية نواطير الغاز والكاز، من ذلك.. يرفع (معّاز الخطيب) عقيرته ويتحدّث (شَذَر مَذَر) في كل الاتجاهات، وباسم (الشعب السوري)!!!.. وكأنه يجهل أنّ الشعب السوري، يدرك بعمق أنّ كلّ مَن يعتمده الأمريكان والعثمانيون الجدد والصهاينة والنفطيون والغازيّون، لا يمكن أن يراه السوريّون، إلّا عدواً لهم، وفأراً مسموماً يستخدمه أعداء الشعب السوري.. فَلْيَصْرَخ كما يريد، فالصُّراخ لن يحوّله من فأر إلى فيلٍ، مهما تَوَهَّمَ ذلك.

-8-

واجهت سورية، عبر العامين الماضيين، حربين عالميتين، في وقت واحد

(1): حرب الدعاية والإعلام، بحجمٍ ووتيرةٍ وعنفٍ وشراسةٍ ورياء وتزوير ودجل ونفاق وكذب، غير مسبوقة في التاريخ.

و(٢): حرب التدمير والإجرام، التي لملمت، كل حثالات الكون، في هذا العالم، وأرسلتهم إلى سورية، لتدمير دولتها، وإحراق أرضها، وذبح أبنائها، وتجييش مجرميها ولصوصها ومهربيها وقطّاع الطرق فيها، وتسمية هؤلاء (ثواراً!!!!)، بل وعقد المؤتمرات، وتسويقهم، عبرها، على أنّهم (ممثلو الشعب السوري!!!!).

وما هو جدير بالقول، أنّ مجرمي حرب الدعاية والإعلام، الدموية، المعلنة على سورية، من مجندي المارينز الإعلامي العربي المتصهين والمتأمرك، ومن مرتزقة الناتو، ومن بيادق الموساد، ومن لاعِقي أحذية نواطير الغاز والكاز، ومن المسامير الإعلامية الصدئة في هذه الأحذية، ومن مأجوري منظمات التمويل الأجنبي، ومن دكاكين و(طَبْلِيّات) بعض المواقع الإعلامية الإلكترونية الموبوءة… كل هؤلاء، لا يقلّون إجراماً وهمجية ودموية، عن الإرهابيين الظلاميين الوالغين في دماء السوريين، لا بل إنّ بعض هؤلاء الظلاميين، مغفّل مضلّل معتوه… أمّا هؤلاء الاعلاميون الموبوؤون، فهم يرتكبون جرائمهم الفظيعة، هذه، بحق السوريين، عن سابق قصد وإصرار وتصميم.. وما على هؤلاء البيادق، وبيادق البيادق، إلاّ أن لا ينسوا، بأنّ الشعوب، تمهل، ولا تهمل.

-9-

)ائتلوا، ائتلوا، عم بيؤول “قاف”)!!!!!.. عملية قتل، جرت مئات المرات، قام بها الظلاميون التكفيريون، من حثالات الوهّابية والإخونجيية، في أماكن عديدة من الأراضي السورية….. هل تعرفون، لماذا؟ حتى المجرمين الذين ينفذون عمليات القتل هذه، لا يعرفون، لماذا، لأنّهم يتوهمون، أنّهم يقتلونه (عفوا: يأتلونه) لأنه يتبع مذهباً مختلفاً عنهم.. ووحدهم، أسيادهم، وأسياد أسيادهم، هم مَن يعرفون، أنّ السبب الحقيقي، للقتل الإجرامي، بهذه الطريقة، هو العمل على استئصال، كل ما يمكن أن يكون شاهداً على سلامة ومتانة الرابطة الوحيدة المتبقية، التي لا زالت تحافظ على وجود الأمة العربية، وهي (اللغة العربية)، بعد أن صادروا (الإسلام) عبر (الوهّابية) و(الإخونجية)، ووضعوه في خدمة المحور الصهيو- أميركي، وبعد أن كانوا قد صهينوا (المسيحية) في الغرب، ووضعوها، أيضاً، في خدمة المحور الصهيو- أميركي.

وكان قد سبق لهم أن حوّلوا (لغة الضاد) التي هي (اللغة العربية) إلى (لغة الداد!!!!) بعد أن حوّلوا “حرف الضاد” عبر “اللهجات المحكية” إلى “داد!!!”.

وأمّا حرف (القاف) الأصيل والأصلي في اللغة العربية، فقد صار في معظم (اللهجات العربية المحكية) يتأرجح بين الـ(أاف) والـ(چاف) والـ(كاف)، من أجل تمزيق الرابط الوحيد المتبقي بين العرب، والذي هو (اللغة العربية).

ذلك هو البعد الأعمق، لعمليات القتل، لمن يلفظون حرف (القاف) كما هو بالأصل، وإن جرت تغطية هذا البعد، بأبعاد أخرى، فئوية أو جهوية، من أجل تمويه السبب الحقيقي، وهو تلغيم وتفخيخ الأمة العربية، من مختلف الاتجاهات، لإخراجها من التاريخ، إلى الأبد.

وسوف يتحقق لهم، هذا الهدف، إذا تمكن الوهابيون والإخونجيون، من التحكم في مقدرات الأمة العربية… ولذلك تدفع الدولة الوطنية السورية، تضحيات هائلة، لمنعهم من تحقيق هذا الهدف، ولكي تبقى الأمة العربية، سيدة نفسها وقرارها.

-10-

لكي تتأكد من دجل وكذب (الإخوان المسلمين) في سورية، الذين يشكّلون، حالياً، رأس حربة الحرب الدولية الصهيو- أمريكية، على سورية، ما عليك إلاّ أن تقرأ الأرقام التي تحدّثوا فيها، عن ضحايا مدينة (حماه) عام (١٩٨٢)، عندما خطفوا المدينة، وأعلنوا العصيان المسلّح، وقتلوا، صبيحة (٢ شباط) العشرات من رجال الشرطة وموظّفي المدينة، ومسؤولي حزب “البعث”، وعندما قامت الدولة، بواجبها الوطني، في تخليص المدينة من خاطفيها، وإعادة الحياة إليها، تسابقت وسائل الإعلام العالمية الصهيو- أمريكية، ومعهم العشرات من أبواق (الإخوان المسلمين) لكي يتحدّثوا عن عشرات آلاف الضحايا (الأبرياء !!!) الذين قتلهم (النظام السوري) في (حماه)!!! وجعلوا الرقم بعشرات الآلاف، من (٣٠) ألف، إلى (٤٠) ألف، إلى (٥٠) ألف، وتحدّث بعضهم عن أرقام مطاطة، ليقول بأنّ الضحايا، هي مابين (١٠) آلاف، و(٥٠) ألف.. وطبّقوا مبدأ (غوبلز) الذي يقول: (اكذب، اكذب، إلى أن يصدّقك الناس، أخيراً)، وجعلوا من هذه الكذبة (مسلّمة أو بديهية) يتداولها الإعلام العالمي، والأبواق الإخونجية.

وبعد ثلاثين عاماً، وفي عام (٢٠١٢) جرى رفع السرية، عن (تقرير وكالة مخابرات الدفاع الأميركية): (المكتوب في شهر نيسان، عام “١٩٨٢”) وجاء في التقرير، بأنّ مجموع الضحايا، في مدينة “حماه” السورية، هو (٢٠٠٠) ألفي مدني ومقاتل!!!!!!!!!.

-11-

يأتيك (شعبوط) من هنا، و(بلعوط) من هناك، و(قبّوط) من هنالك، و(زحفطوني) من اليمين، و(رقيع) من اليسار، و(مستحاثة) من الخلف، و(مُزايد) من الأمام، ومخلوق من (فصيلة الرخويات) من تحت، ليعلّموا الحاضرة، التي علّمت البشرية، معنى الحضارة، وليضعوا خارطة طريق سياسية، لأقدم مدينة مأهولة في التاريخ (دمشق)، علّمت البشرية، ألف باء السياسة.

هذه المساطر والنماذج والعيّنات، من المرتزقة والمرتهنين والمأجورين، يقومون بتحليلات ومقاربات وخطابات، ويقدّمون آراء ومواعظ ونصائح، تدلّ على أحد أمرين لا ثالث لهما: إمّا أنّ أصحابها، لديهم عجز ذهني وقصور بنيوي، في القدرة على فهم اللوحة البانورامية، للأحداث… أو أنّ لهم ارتباطات غير مشرّفة، وارتهانات خارجية، تفرض عليهم، أن يقولوا، ما يُراد لهم أن يقولوه.. وهؤلاء، هم الأكثر رياء ونفاقاً وانتفاخاً وتورماً، بحيث يتوهمون، أحياناً، أنّهم مكلّفون بتحديد مصير الكرة الأرضية، طالما أنّهم في خدمة المتحكمين بالكرة الأرضية، مع أنهم يدركون، في أعماق أعماقهم، بأنهم ليسوا – في أحسن حالاتهم – أكثر من (كومبارس) لا يقدّم ولا يؤخّر، بل ليسوا إلا مسامير صدئة، في أحذية مهترئة، كأصحابها ولابسيها. وما بين المسامير الصدئة في الأحذية المهترئة، ولاعِقي الأحذية، وفصائل القوارض، وبيادق البيادق الإعلامية، التابعة لرخويات ومستحاثات نواطير النفط والغاز…. ما بين هذه القطعان، جرى ويجري استهداف سورية، عبر استهداف شعبها وجيشها وقائدها وقياداتها ورجالاتها الشرفاء، وعبر استهداف أصدقائها والواقفين معها، من شرفاء العرب والعالم، بقصف إعلامي مسموم، على مدار الساعة، وعلى امتداد الكرة الأرضية…. والجدير بالذكر، أنّ هؤلاء، سيكونون كذلك، دائماً وأبداً، ضد كل قضية وطنية وقومية.

أمّا أسلوب هذه القوارض والزواحف الإعلامية، فغالباً، ما يتجلّى برفع العقيرة، والانفعال المقصود، والنزعة العدوانية، وكيل الاتهامات المتلاحقة، وتسويقها على أنها بديهيات، لا تحتاج إلى إثبات، والتحدث بلغة قاطعة جازمة نهائية، وإرفاق ذلك، أحياناً، بمسحة مفتعلة بائسة، من السخرية… هذه هي أبجديات الحوار الخُواري، لبيادق البيادق.

-12-

هناك (عقل حواري) و(عقل نقدي) و(عقل انتقادي) و(عقل تسليمي) و(عقل عدواني) و(عقل ثأري) و(عقل ضغائني)..

وهناك (التفكير) و(التدبير)، وهناك (التقرير) و(التنفيذ).

فأين نصنّف عقولَنا، وأين نضع أنفسنا؟

-13-

يَهُزُّ الشعبُ، جِذْعَ الشمسِ، لَمَّا           عِظَامٌ، بَعْدَهُمْ يأتي عِظام

* الشاعر جوزيف حرب

·       بلاد (الشام) التي صانَها الرسول الأعظم، يحميها شعبُها.. ولأنّ شعبَها يحميها، اختار (حافظ الأسد) وبعده (بشّار الأسد) رُبّاناً للرَّكْب.

·       يقول الرئيس (بشّار الأسد) في مقابلته الأخيرة مع (الصنداي تايمز):

[ جوهر القضية هو: الحوار – الإصلاح – محاربة الإرهاب ]

هل سَمِعْتُم؟.. هذا هو جوهر برنامج الدولة الوطنية السورية (بشعبها وجيشها وقيادتها) وأيّ خارطة طريق أخرى، خارجية مسمومة ملغومة محمومة، لا مكان لها عند السوريين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.