اللحظات الأخيرة التي تسبق إعلان الإنتصار الكبير لسوريا المقاومة

shaker-shubair

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
عندما يعرض المرء لتفسير ما قام به الإعلامي السعودي داوود الشريان، لا بد من البداية معرفة كيفية التحرك في البيئة السعودية. وهل يوجد هامش للحرية ولو كان صغيرا؟ ثم ما هي المحطة التي أطل منها داوود الشريان في برنامجه على الجمهور.

في برنامج سؤال على الهاتف وهو برنامج تقدمه إذاعة الرياض. سألت إمرأة عجوز من جيزان الشيخ وأعتقد أنه كان يومها الشيخ سعد بن ناصر الشثري؛ سألت المراة عن حكم تعليق صورة الملك عبدالله في البيت، وقد أكدت المرأة أنها تحب الملك عبدالله. أي أن القضية ليست قضية معارضة الملك أو النظام ولكنها تسمع بحرمة الصور، وتريد أن تتأكد من ذلك. فما كان من الشيخ إلا أن امتدح محبتها لولي الأمر ومناقب الملك عبدالله وظل يستطرد في هذا الموضوع، وهو أمر لا بأس به، لكنه تجنب الإجابة على سؤال المرأة. فالسلفية تحرم الصور وهو لا يستيطيع أن يناقض المؤسسة الدينية السلفية في المملكة العربية السعودية، ولا يستطيع أن يحرم تعليق صورة الملك عبدالله.

ومن الزاوية الأخرى كان توجه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيوخ في المملكة ضد الشيعة بل وتكفيرهم. وفي مرة زار الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة وكانت الخطبة للشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي، فأراد أن يبين ولاءه للدولة، وأنه نزيه يقول الحق في الوجه ولا يخشى في الله لومة لائم! فشن هجوماً عنيفاً على الشيعة لدرجة تكفيرهم. امتعض رفسنجاني وتراجع للخلف. وقد أحرج الحذيفي بتصرفه هذا الحكومة السعودية، فأجلسته في بيته لحوالي سنة وإن صرفت له راتبه.

فاجتهادات الشيوخ في السعودية تقع بين الخوف من إعطاء الفتوى وبين الفتوى كمحاولة لإظهار الولاء. فالدولة في السعودية هي المسؤولة عن الفتاوي التي تصدر عن شيوخها، فمحمد العريفي وسلمان العودة وسعد البريك ما كانوا ليفتون في موضوع الجهاد في سوريا لولا تشجيع الحكومة السعودية لهم. والأمرينطبق على داوود الشريان، فما كان ليتم تناوله لموضوع الجهاد السوري بدون توجيهات من الدولة، خاصة وأنه على قناة إم بي سي، وهي قناة ملزمة بتنفيذ سياسة المملكة. واستضافة رجال دين سعوديين مثل حمد العتيق وعبدالعزيز الريس وبندر المحياني لا يغير من الأمر شيئا. فهي مجرد أوراق الآن حان وقت نزولها.

بالنسبة للولايات المتحدة تركت السعودية تذهب إلى مداها، فإن كسبت شيئا، فقد قوّت موقف أمريكا في مؤتمر “جنيف 2″، وإن لم تفعل شيئا فأمريكا لم تخسر شيئاً. وها هي أخذت المدى ولم تنجح فيما سعت إليه، فسافر بندر بن سلطان للعلاج!

إذاًً، ما قام به داوود الشريان هو استدارة للسياسة السعودية نتيجة المعطيات الحقلية، المعطيات الحقلية التي لخصتها رسالة وصلتني من قلب دمشق، يقول صاحب الرسالة في رسالته:

“والله اليوم انبسطت جداً وارتحت لسببين: الأول أن البولمان سلك طريق حرستا ومن ثم عدرا، وكان عادة يذهب من طريق آخر!! ما حصل اليوم بالبولمان، صارت شغلة تبدو عادية بس تركت فيني أثر جدا. هيدا أعطاني ثقة بالأمان. والثاني أن الشام الكام يوم اللي فاتوا خف كتير فيها سماع الصوت واانفجارات. وتختتم الرسالة بالجملة: “هناك احساس بعودة هيبة الدولة أكثر”!

في مقال سابق تعرضت لأعراض الانتصار الكبير الذي سيتم الإعلان عنه وسنحتفل به في المرجة قريبا. هذا الوضع قد تم تجاوزه الآن. لقد بدأ رجل الشارع يحس بهذا الانتصار .. انتصار سوريا المقاومة ووأد الفتنة على أرض الشام.
وها هي الرسالة تتحدث بطريقة عفوية عن الرجوع للطريق التقليدي أي طريق حرستا عدرا، أي انه لا مخاطر من المسلحين، فلا وجود لهم على هذا الطريق ما كانت يُضطر السائقين لسلوك طريق آخر! كما أن العمليات لم تعد موجودة في محيط دمشق، وهو ما يعني ابتعاد المسلحين عن محيط دمشق نتيجة هزائمهم في مواجهتهم مع جيشنا العربي السوري وتراجعهم أمامه. وذهب المواطن والمقيم على أرض الشام درجة أبعد من ذلك بما يحسه من عودة هيبة الدولة على أرض الشام، وليس فقط يدركها كمدرك عقلي!

هذه هي المعطيات الحقلية التي تكون أساس الخلفية الظرفية للاستدارة السعودية. وهذا يعني أننا أمام اللحظات الأخيرة – على رأي المذيع الكبير جلال معوض – قبل ظهور الرئيس بشار على المسرح ليعلن الانتصار الكبير لسوريا المقاومة .. لسوريا العروبة، وانتهاء الفتنة على أرض الشام، والبدء في عملية البناء. ولنبدأ الاحتفال بالنصر الكبير في ساحة المرجة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.