حمود: التكفيريون بالفقه أقرب للخوارج ولولا الاموال لظلوا مجموعات صغيرة

 

أوضح إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود أن “ظاهرة الخوارج انتشرت بعد حوالى ربع قرن من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث انها حملت الكثير من الأفكار التي أنبأ رسول الله أنها ستحصل من بعده وعن مصير هؤلاء فضلا طريقة تفكيرهم ونظرتهم لبقية المسلمين، وهنا فان ما يشترك به هؤلاء التكفيريون مع الخوارج أنهم يكفّرون من ليس معهم من المسلمين ويستبيحون دماءهم”.

وشدد في حديث صحفي، على أنهم “يفسرون بعض النصوص بطريقتهم الخاصة، ولو كان النص لا يتضمن هذه التفسيرات، فمثلا الخوارج يقولون “لا حكم إلا لله”، وقد قال عنهم سيدنا علي “كلمة حق يراد بها باطل”، والآن هم يقولون بإقامة الدولة الإسلامية وتحكيم الشريعة ويقتلون الناس بغير حق ويستبيحون الدماء، وبالتأكيد ليس هكذا تقام الدولة الإسلامية، وليس هكذا يُحكّم شرع الله، وليس هكذا تتم الدعوة إلى الإسلام، كما أنهم يحطمون معابد غير المسلمين، وهذا الأمر يختلفون فيه عن الخوارج الذين لم يعتدوا على النصارى، بل بالعكس فان ان أراد احدهم المرور في مناطق الخوارج بأمان كان يقول عن نفسه بأنه من أهل الكتاب، وهنا فإن هؤلاء التكفيريين أسوأ من الخوارج في هذه النقطة”.

أما النقطة الثانية تابع الشيخ حمّود: “فهي أنهم يعتبرون أن كل ما يفعلونه يوصلهم إلى الجنة رغم جرائمهم، وقد واجههم الصحابي أبو أيوب الأنصاري بكلام قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن علي بن أبي طالب سيقاتل الناكثين (الذين نكثوا البيعة) والقاسطين (الظالمين) والمارقين (الذين خرجوا عن الدين)، فقال لهم انتم المارقون، وقاتلهم بإجماع المسلمين ليس فقط عند الشيعة، واشار الى ان الصحابي أبو أيوب الأنصاري له عند الرسول الكثير من الفضل، وهو أن الله اختاره ليسكن عنده ضيفا قبل أن يبني الرسول بيتا في المدينة، فقال أبو أيوب الأنصاري عندما كان يحدث هؤلاء الصبية، لا تسمعوا له، الرواح الرواح (أي الذهاب إلى الجنة)، وهؤلاء أيضا يقتلون ويفجرون ويذبحون ويقولون أن انهار النعيم بانتظارهم ولم يحسبوا آي حساب للدماء”.

أما النقطة الثالثة فأوضح الشيخ حمود: “لا اعتبار عندهم لأي شخصية مهما علا أمره، فعلي بن أبي طالب في نص الأحاديث النبوية، له من الإسلام ما ليس لغيره من الفضل، لكنه عندما خالفهم بموضوع التحكيم اتخذوا قرارا بقتله، وهذا ما حصل وتفاخروا بهذا عبر اشعار كتبوها، لذا نحن نقول من يتفاخر بقتل الشيخ البوطي مع الفارق بالقياس، أو بإطلاق النار علينا أو على غيرنا أو تفجير المساجد، فهو يتساوى معهم مع الفارق بالحجم، وأشار الى أنهم يرفضون من النصوص ما يرغبون وهم بذلك انتقائيون، وبسؤالنا عن سبب إزدياد هذه الحركات، أكد أنه واضح أنهم جزء من تركيبة ما يسمى بالفوضى المدمرة التي يقف خلفها الأميركي بشكل رئيسي واليهودي داخل فيها بشكل مباشر، وهذا لا يعني اننا نشكك بالشعوب العربي، لكن هذه الأخيرة لا تملك القرار الجامع لأن من يملك الأقفال والمفاتيح للكثير من الأمور في عالمنا هو الأميركي ومن يجندهم في هذا العمل، ونحن نظن أن كل هذا مخطط له، فضلا عن إستنزاف الجميع بحرب تدميرية كما يحصل اليوم في سوريا حيث أن القتل مازال ساري المفعول”.

وأضاف “رغم أن هذه الأفكار موجودة، لكن لولا الأموال التي يدعم بها هذا الاتجاه، لما استطاعوا القيام بهذه الأعمال، ولظلوا مجموعات صغيرة عاجزة عن تنفيذ أفكارها”.

وعن خوفه على لبنان ولا سيما ان الاتهامات برفد الانتحاريين والسيارات المفخخة موجهة إلى مخيم “عين الحلوة”، أكد الشيخ حمود انه “رغم هذه الظروف، يغلب علي التفاؤل، وان السبب يعود إلى أن هذا الاتجاه التكفيري كشف عن وجهه البشع ولا سيما انه في السابق كان يلقى الدعم الشعبي للأفكار المناهضة للمقاومة بحجج واهية مثل الدفاع عن أهل السنة، وهم اليوم بالفقه والممارسة اقرب إلى الخوارج منهم إلى أهل السنة، وبالتالي ليس هكذا يكون الدفاع عن أهل السنة، وفي النهاية سيحاصر هؤلاء في يوم قريب ولن يجدوا بيئة حاضنة ولا مساعدة من احد، ولا ننسى أن السعودية بدأت تتعرض للانتقادات حتى من حلفائها وان بعض التراجع من “القاعدة” في اليمن وغيرها من البلدان، إنما تأتي نتيجة لتململ الرأي العام العالمي من السعودية، فأرادت التأثير على “القاعدة” وإظهارها كفئة مجاهدة وليست تكفيرية، وقد وصل بهم الأمر، أن يعرضوا الديات لمن قتل في المستشفى التابع لوزارة الدفاع في اليمن، وكذلك ما سمعناه مؤخرا من فضل شاكر الذي نفى انه تفاخر بقتل عناصر من الجيش اللبناني كما ألف أنشودة لسيدنا عيسى، وهذا نوع من تغيير غير مجاني بل هو نتيجة تغيير معين من الخارج، لأن شاكر لا يملك قرار نفسه، وهنا لا بد من التذكير بكلمة أيمن الظواهري والتي طلب فيها عدم قتال النصارى، ويبدو أن هذا أتى بطلب من السعودية التي أصبحت محرجة من دعم هذه المجموعات، لأن هناك شخصيات داخل الأسرة الحاكمة والحكومة بحالة اعتراض شديد على هذا الأمر، وانه في القريب العاجل سيقصى الأمير بندر بن سلطان عن مركز القرار”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.