خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الرابعة والخمسون)

bahjat-soleiman1

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

(الحلقة الرابعة والخمسون)

[ قد مات قَوْمٌ، وما ماتت مَكَارِمُهُمْ      وعاش قَوْمٌ، وَهُمْ في الناس، أمْواَتُ ]

-1-

[ التسويق المسموم والمغلوط لمقولة (الأقليات.. والأكثرية) ]

أولئك الذين تحرّكهم العصبيات الجاهلية، والغرائز البدائية، عاجزون عن مقاربة أيّ موضوع أو مسألة، إلّا من منظور طائفي أو مذهبي.. وهؤلاء لا يتقاطعون أو يتناغمون أو يلتقون، فقط، مع السياسة الاستعمارية التقليدية، المبنية على مبدأ (فرّق.. تسد) بل يتماهون معهم.. أي أنّ دول الاستعمار الجديد، التي تعتمد مبدأ (المواطنة) في بلدانها، وترفض المنطق الطائفي والمذهبي، في مجتمعاتها، تقوم بالوقت نفسه، وبإصرار عجيب، على مقاربة الأمور، في بلدان العالم الثالث، من منطلق طائفي ومذهبي وعرقي، فقط!!!!.

وهنا يتطابقون، مع أصحاب العصبيات الجاهلية والغرائز البدائية، في بلدان العالم الثالث، بحيث يتحوّل أصحاب العصبيات هؤلاء، إلى أحصنة “والأدق: بِغال” طروادة، لصالح المستعمرين الجدد، ضد مجتمعاتهم ودولهم.. وعندما يكون أصحاب هذا المنطق الجاهلي والبدائي، في سدّة الحكم، في بلدانهم، فمن الطبيعي، بل والحتمي، أن يكونوا على علاقة (تبعية) متينة، مع دول الاستعمار الجديد، لأنّهم يستمدّون شرعيتهم من الخارج، ولا يستمدّونها من داخل مجتمعاتهم التي لا يمثّلونها، بل يمثّلون، ليس (أقلية) فقط، في بلدانهم، بل (أقلية الأقلية) بالمفهوم الحقوقي والسياسي المتعارف عليه في العالَم المتطور، وليس بالمفهوم الطائفي والمذهبي، المراد تعميمه وترسيخه وتكريسه، في بلدان العالم الثالث، عبر أدوات محلية، تعتمد مفهوم (الأكثرية الطائفية) بدلاً من اعتماد مفهوم (الأكثرية السياسية) المعتمد في دول ومجتمعات العالم الحديث والمعاصر.

ومَن يتحدّثون بمنطق (الأكثرية والأقليات) الجاهلي والبدائي في سورية، من الضروري، أن يدركوا، أنّ هذا المنطق وهذا المفهوم، لا وجود حقيقي له، في سورية، إلّا في ذهن أصحاب تلك العصبيات والغرائز.. ولا وجود فيها، لأكثريات وأقليات، بل يشكّل معظم السوريين (أكثرية) سياسية واجتماعية في سورية، ووحدهم (المتأسلمون): من (إخونجية) و(وهّابية) يشكّلون (الأقلية) الحقيقية في سورية، وهم الذين حاولوا، بكل ما لديهم، اغتصاب سورية، في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي.. والآن، يكرّرون المحاولة ذاتها، بالتعاون الكامل مع محور الاستعمار الجديد، ومع أذناب هذا المحور وأتباعه، ولكن بشكل أعنف وأشرس وأكثر إجراماً ودمويةً وعناداً ووحشيةً – بعشرات المرات – ممّا كان عليه، في الماضي القريب.. وسيفشلون فشلاً ذريعاً، هذه المرة أيضاً، رغم أنّهم كبّدوا سورية، خسائر باهظة جداً، في الأرواح والممتلكات.

ولأنّ حكم (الأقلية) أو (أقلية الأقلية) قائم وراسخ ومديد وموجود بشكل أساسي ورئيسي وعضوي وبنيوي، في جميع المشيخات والمحميات النفطية والغازية وغيرها من الكيانات الوظيفية، التابعة والملحقة بالمحور الاستعماري الجديد، حيث توجد في كل منها، عائلة واحدة، أو متعاونة مع بضع عائلات محدودة، تمتلك البلاد والعباد والأرض وما فوقها وما تحتها، وهذه العائلة، أو البضع عائلات، لا تشكّل في أحسن الأحوال، أكثر من (واحد: بالألف) من تعداد سكان تلك المشيخات والمحميات والكيانات.. ولأنّ وضع هذه الأنظمة التقليدية التابعة، هو (أقلّوي) بشكل واضح وفاضح، فإنّها تبذل جهوداً خارقة متواصلة، لتزوير حقيقة التركيبة الاجتماعية والسياسية والثقافية، ليس في مجتمعاتها، فقط، بل في مختلف المجتمعات القريبة منها، وتقوم بعمليات تضليل مدروسة – بالتعاون الكامل مع محور الاستعمار الجديد – من أجل تعميم وترسيخ وتكريس منطق ومفهوم، الأكثرية والأقليات الدينية والمذهبية، وتترافق هذه الجهود المحمومة والمسمومة، بالعمل على التنصّل من مسؤوليتهم الجذرية في الغرق في هذا المستنقع الطائفي والمذهبي، عبر ترحيلها عن أكتافهم، ومحاولة تحميلها، لخصومهم في الدول الوطنية التي تعتمد مبدأ الأكثرية والأقلية السياسية.. وهذا ما تكاتفوا وتكتّلوا، من أجله، في مختلف الكيانات الملحقة بالمركز الاستعماري الجديد، لاتّهام سورية، بما هم غارقون فيه، من أخمص أقدامهم، حتى قمّة رؤوسهم، ليس فقط، من أجل إبعاد الأنظار، عن واقعهم السياسي والاجتماعي والثقافي المزري والمسموم، بل من أجل نقل هذا الواقع التعيس، إلى سورية، أملاً منهم بإغراقها في هذا المستنقع المطلوب إغراقها فيه، من أجل إلغاء سورية، وإخراجها من التاريخ، إلى الأبد.

ولكنهم بعد أكثر من عامين، أدركوا أنّ القلعة السورية، حصينة أكثر بكثير مما كانوا يتوهمون، وأنّ الدولة الوطنية السورية، أكثر مناعة من معظم دول هذا العالَم، لأنّها الأكثر عراقة في هذا العالم، وسوف تكون، في وقت ليس ببعيد، الأكثر حداثة في هذا العالم، رغماً عنهم وعن أسيادهم وأسياد أسيادهم.

-2-

[ صباح الخير، يا شرفاء سورية، وشرفاء العرب والعالم ]

هل تعلم، لماذا ستنتصر سورية، ومعها شرفاء العرب والعالَم، على (120) دولة و(40) جهازاً أمنياً خارجياً، في معركتها الدفاعية المقدسة، التي تخوضها، بمواجهة الحرب العالمية العدوانية الإرهابية، عليها؟؟؟؟؟؟ ستنتصر:

(١): لأنها على حق.

(٢): لأنها تمتلك إرادة النصر.

(٣): لأنها تمتلك عوامل القوّة المعنوية والمادية (و”الحقّ” هو أهم عوامل القوّة، كما علّمنا وقال لنا “القائد الخالد حافظ الأسد”).

(٤): ولأنّ مقاتليها وفرسانها وآسادها وأشبالها ونمورها ولَبْواتها وحرائرها، هم (رجال الله) وإنّ لله رجالاً، إذا أرادوا، أراد، وإرادتهم الساحقة بالنصر، واستعدادهم اللامحدود، لتقديم التضحيات الجلّى، من أجل تحقيق النصر، تصل إلى عنان السماء، ومَن تَقْرَعُ إرادتُه بالنصر، عنانَ السماء، لا رادّ لإرادته، حتى لو وقف بوجهه، الإنس والجن.

صباح النصر والخير، أيّها الأبطال الأسطوريون، وأنتم تخوضون معركة صناعة عالم جديد، ستكون فيه سورية الجديدة المتجددة، هي (درّة التاج) في هذا العالَم، وسوف يكون فيه أسدها (البشّار) هو صلاح الدين الجديد، وسيف الدولة الجديد، في آن واحد، وسوف تنفض غبار الحرب عنها، بسرعة قياسية، وسوف تلعن كتب التاريخ، التي سيقرؤها، أحفادنا في المستقبل، كل هؤلاء الأعراب الأذناب، وستلعن كل أولئك الأوغاد الذين ارتضوا لأنفسهم، الانضواء في خندق الخيانة والعمالة، والذين باعوا الوطن والأرض والعرض، توهماً منهم، بأنّ سورية الأسد، سوف تصبح في ذمة التاريخ، ولم يخطر ببالهم، بأنّها سوف تكون صانعة التاريخ.

-3-

[ هل ما قاله الرئيس بشار الأسد، بخصوص الأردن: “إنذار” أم “تهديد” أم “تنبيه” أم “لفت نظر” أم “نصيحة” ؟؟ ]

يحلو لبعض مجندي المارينز الإعلامي الأعرابي المتصهين، في الأردن، وبعض مرتزقة الـ “بلاك ووتر”، أن يتحدّثوا عن (تهديد) سوري، للأردن، جاء على لسان الرئيس الأسد، في مقابلته الأخيرة، مع التلفزيون السوري!!! وهؤلاء اللقطاء، ممّن يرفعون السيف في وجه سورية، ويرفعون غصن الزيتون في وجه إسرائيل، وينفّذون ما يملى عليهم، من قبل مشغّليهم ومموّليهم وأسياد مشغّليهم ومموّليهم، في المحور الصهيو-أميركي، وأذنابه نواطير النفط والغاز… وهؤلاء، يخلطون، عمداً، وعن سابق تصوّر وتصميم، بين (التهديد) و(الإنذار) و(التنبيه) و(لفت النظر) و(النصيحة).. وكل مَن شاهد أو قرأ مقابلة الرئيس الأسد، يدرك، تماماً، كم كان الرئيس الأسد، حريصاً، على الأردن، شعباً وجيشاً ونظاماً، وكم كان بعيداً، عن أي نوع من أنواع التهديد أو الإنذار أو التنبيه أو حتى لفت النظر، بل كانت لغته وأقواله، تنضح بالحرص الشديد، على الأردن، وتتّسم بلغة الشقيق الحريص، الذي يقدّم (النصيحة) المخلصة، للأردن، كي يتلافى الوقوع في الفخ الذي يُراد له الوقوع فيه، وأن يتّعظ من تجربة سورية، المرّة، مع “خُوّان المسلمين” في الثمانينيات، وأن يحرص على عدم الانزلاق، إلى الطريق التي يراد له، سلوكها، وبما يؤدي به، إلى الهاوية… فهل صارت النصيحة الأخوية الحريصة المخلصة، للأردن، تهديداً له؟؟!!. وللعلم، فإنّ القيادة السورية، لا تخشى في الحقّ لومة لائم، ولو كانت تريد أن تهدّد، لقامت بذلك، جهاراً نهاراً، على رؤوس الأشهاد، ومَن لم يخشَ الحلف الأطلسي بكامله، ومَن لم يتوقّف عند التهديدات الأمريكية، بالغزو الأمريكي، لسورية، عام (2003)، لا يخشى ممّن هم أضعف بكثير من هؤلاء .. ولكن لقطاء الناتو، وأذناب نواطير الغاز والكاز، يريدون للأردن، أن يعادي سورية، بدلاً من إسرائيل، ويريدون، له، الانخراط في محور العدوان الدولي الإرهابي الأطلسي، على سورية، حتّى لو أدّى ذلك، إلى دفع الأردن إلى الهاوية، وحتّى لو أدّى ذلك، إلى خلق الظروف التي ينتظرها ليكوديّو الصهاينة، بفارغ الصبر، من أجل تصفية القضية الفلسطينية، تصفية نهائية، ومن أجل تحويل الأردن، إلى (وطن بديل) يكون جسراً، ليس فقط، لصهينة الأردن، بالكامل، بل ولتحقيق التمدّد الصهيوني المباشر، إلى باقي أرجاء الشرق العربي…

ولكن الشعب الأردني العروبي، وشرفاء الجيش الأردني، والقوى الوطنية داخل الإدارة السياسية الأردنية، لن تنطلي عليهم، مثل هذه المحاولات المسمومة والملغومة، ولن يقبلوا التفريط بوطنهم ودولتهم، مهما تصاعدت الضغوطات، ومهما زادت المحاولات الأعرابية والسلجوقية والأطلسية، فإن مصلحة الأردن، لا بدّ أن تكون، هي الهدف الأسمى، لدى جميع شرفائه.

-4-

إذا كان بعض البيادق من لقطاء الإعلام، من مجندي المارينز، يتوهّمون، أنّ وجود (٢٠٠) جندي أميركي، على الحدود السورية -الجنوبية، أو وجود (٢٠٠٠) جندي، أو حتى وجود (٢٠٠٠٠) جندي أميركي، سوف يصيب السوريين، بالهلع!!!!!، فما على هؤلاء البيادق، إلّا أن يتذكروا، بأنّ وجود (٢٠٠٠٠٠) مئتي ألف عسكري أميركي وبريطاني، عام (٢٠٠٣) على حدود سورية، في العراق، لم تهزّ شعرة واحدة، في إرادة وصمود وشموخ الدولة الوطنية السورية… وإذا كانوا المتصهينون، في إدارة “العمّ سام” يريدون جرّ المنطقة، إلى حرب شاملة، فما عليهم، إلّا أن يتحمّلوا عواقب مغامرتهم الحمقاء الثانية، في المنطقة، بعد مغامرتهم الأخيرة في العراق.

-5-

[ ما هو سرّ هذا السّعار الامريكي – الصهيوني، عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية؟؟!! ]

الغاية الأساسية، من كل هذا السّعار، هي العمل على امتصاص الزخم الهجومي الكاسح، للجيش العربي السوري، ومحاولة تبديد مفاعيله النفسية المدمّرة، على (أصدقاء إسرائيل وأعداء سورية)، وكذلك، شَدّ عصب العصابات الإرهابية والقطعان الإجرامية، داخل سورية، عبر حقنها بأمصال تقوية ودعم، لكيلا تنهار بسرعة… الأمر الذي سيجعل (أوباما) خالي الوفاض، وهو في طريقه، لمقابلة (بوتين)، وهذا يعني أنّ كل حسابات المحور الصهيو-أميركي، ستذهب، حينئذ، أدراج الرياح… ولذلك، فإنّ كل أصناف البروباغندا (السياسية والإعلامية) في موضوع السلاح الكيميائي، والتحدّث عن خطورته البالغة، وعن احتمال القيام بضربة عسكرية، أمريكية أو أطلسية، استناداً إلى ذلك… كل هذه (العنتريات الفارغة) ليست أكثر من زَبَد في الهواء، ومعركة جديدة فاشلة، في سياق الحرب الكونية على سورية….. ذلك أنّ التفاوض بين الأمريكان والروس، قادم.. والحوار الداخلي قادم.. والتسوية قادمة.. والنصر السوري قادم، رغماً عن أنف الناتو وأذنابه وزواحفه.

-6-

[ “حزب الله” شريك في قَتْل الشعب السوري !!!!!!!]

لمَن لا يعلم، أو يعلم ويتجاهل، فإنّ هذا الشعار، جرى رفعه في الأيام الثلاثة الأولى، بعد (18) آذار، عام (2011) تاريخ نشوب الثورة المضادة والتمرد المسلّح — المغلّفتين بشعارات “سلمية-سلمية” مناقضة لحقيقتيهما — وأقسموا، حينئذ، الأيمان الغلاظ، بأنّهم شاهدوا بأم أعينهم -التي سيأكلها الدود- مقاتلين ملثّمين من “حزب الله”، لا بل شاهدوا، أيضاً، مقاتلين إيرانيين، يتكلّمون اللغة الفارسية!!!!! (ويكفي الرجوع إلى وثائق التمرّد في ذلك الحين، للتأكّد من ذلك).

ولمَن لا يعلم، أو يعلم ويتجاهل، أن يعرف بأنه مغفّل أو أبله في السياسة، كل مَن يعتقد أنه قادر على الفصل بين المكونات العضوية، لمنظومة المقاومة العسكرية والممانعة السياسية، المكوّنة من (ذراعين) و(رئة + قلب) و(رأس) التي تشكّل، بمجموعها، جسد وروح نهج المقاومة والممانعة، ضد المشاريع الاستعمارية الصهيو-أميركية، في منطقتنا.

أمّا عندما (يتفهمن) البعض، بترداد معزوفة، أنّ صور (السيد حسن نصر الله) وأعلام (حزب الله) التي كانت، ترفع في ملايين البيوت العربية، بعد الصمود الأسطوري لـ (حزب الله) في مواجهة العدوان الإسرائيلي، على لبنان، في (تموز، عام 2006) قد جرى تمزيقها واستبعادها، من تلك البيوت، بعد وقوف “حزب الله” مع “النظام السوري”!!!!!!!! فقط، نذكّر هذا البعض (المتفهمن) والمتذاكي، بأنه رغم موقف “حزب الله” المشرف ضد الغزو الأمريكي للعراق، عام (2003)، فإنّ تلك الأعلام والصور، التي ارتفعت، بعد انتصار “حزب الله” في شهر آب، عام (2006)، قد جرى تمزيقها وإزاحتها، بعد أقل من خمسة أشهر، إثر إعدام الرئيس العراقي (صدام حسين) من قبل نفس القوى والشرائح التي رفعت تلك الصور والأعلام، قبل خمسة أشهر فقط – وكأن “حزب الله” هو المسؤول عن إعدامه، وليس المحتل الأمريكي!!!!! – .

إنّ شيطنة “حزب الله” لا تحتاج، لدى هؤلاء الموسميين، ومَن وراءهم، إلّا إلى ذريعة، يوعز المحور الصهيو-أمريكي، لأذنابه وأتباعه، باستخدامها.. وليقوم هؤلاء، بدورهم، بتسويقها ونشرها وتعميمها، والعمل الدائب لترسيخها، في أذهان وعقول، شرائح واسعة على الساحتين، العربية والإسلامية، عبر تشويش هذه الشرائح وتضليلها واستنفار غرائزها، والعمل على إلغاء عقولها وأبصارها وبصائرها، وبفضل التراكمات التاريخية السلبية، التي يقومون بنبشها – أو بطمرها – حسب حاجتهم إلى استخدامها.

وتبقى نقطة أخيرة، هي تجاهل هؤلاء، بأنّهم لم يكونوا من مؤيدي “حزب الله” قبل تحقيق انتصاره على إسرائيل في شهر آب(2006)، وبالتالي، فإنّ “حزب الله” وقوى منظومة المقاومة والممانعة الأخرى، قادرون على تحقيق انتصار مضاعف، بغض النظر عن موقف القوى والشرائح، المتأرجحة في مواقفها، حسب اتجاه (رياح الخماسين).

-7-

[ (النأي بالنفس) بين (لعي النفس) و(نعي النفس) ]

استفزّ واستثار، اللقاء الإعلامي (لعبة الأمم) الذي أجرته، معنا، (قناة الميادين) عبر مدير الأخبار فيها، الإعلامي البارز (سامي كليب) استفز واستثار قطعاناً من وطاويط الإعلام الأردني، وخاصة من مرتزقة قناة (الجزيرة) التلمودية الإخونجية، وقناة (العربية) العبرية الوهّابية، وملحقاتهما وزواحفهما، في بعض الصحف اليومية الأردنية، وفي بعض المواقع الإلكترونية الأردنية (بشكل خاص)، الغارقة في التطبيع الارتزاقي، مع إسرائيل، والمشبوهة في تمويلها وتحريرها وإدارتها… ويرفع هؤلاء الوطاويط، عقيرتهم، ويزعقون بأعلى طبقة صوتية لديهم، وينثرون سمومهم في مختلف الاتجاهات… ظناً منهم، أنّنا قد نعيرهم انتباهاً، أو نردّ عليهم.. خسئ هؤلاء، بأن نمنحهم، شرف ذكر أسمائهم على صفحتنا أو على لساننا، لأنّ حربنا الكبرى، هي مع أسياد أسياد مشغّليهم ومموّليهم، في المحور الصهيو-أميركي، وهذه الوطاويط المقرفة، ليست في العير ولا في النفير، رغم انتشار روائحها العفنة، ذات اليمين وذات الشمال، بعد أن وصلت إلى مرحلة (نعي النفس)، وبعد أن أصابت كل من يسمعها أو يقرؤها، بحالة من (لعي النفس) التي لا تقتصر – أي: حالة لعي النفس – على الشرفاء، فقط، بل يمتد أثرها، حتى إلى أصحاب مقولة (النأي بالنفس).
-8-

[ مَن كَفَّرَ مسلماً.. فقد كَفَرْ ]

نعم، نعم، نعم: كل مَن يُفْتِي، بتكفير إنسان ينطق بالشهادتين، لا يمكن أن يكون عالِماً، بل هو جاهل وجَهُول وجاهلي… ولا يمكن أن يكون مسلماً، لأنّ المسلم، لا يقوم بتكفير أخيه المسلم، ولا يبيح دمه، ولا يستند في فتاويه وآرائه، إلى فقهاء السلطان (فكيف إذا كان السلطان، مُجَرْثَماً ومُشْبَعاً برذاذ النفط والغاز، وتابعاً، للمحور الصهيو-أميركي)، بل المسلم الصحيح، هو مَن يستند إلى كتاب الله الجليل، وإلى سنّة نبيه الشريف.

والانزلاق إلى تلك الهاوية السحيقة، من التألّه وتنصيب النفس، وكيلاً حصرياً، لله عزّ وجلّ، على الأرض، واستباق يوم الحساب (يوم تبيض وجوه، وتسود وجوه) لا يعدو كونه، دعوة إلى الفتنة الكبرى، التي لا تبقي ولا تذر، من المسلمين، والعرب، إلّا من ارتضوا أو اسْتُدْرِجوا، لكي يعودوا عبيداً وأقناناً، للإمبراطوريات الاستعمارية الجديدة، كما كانوا أتباعاً وعبيداً، للإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية، قبل الإسلام.

-9-

[ خندقان ، لا ثالث لهما ]

·       إمّا خندق (الدولة الوطنية السورية) وإمّا خندق (القاعدة والوهّابية والإخونجية).

·       إمّا خندق (السلام للجميع) وإمّا خندق (الخراب للجميع).

·       إمّا خندق (الشرفاء في سورية والعرب والعالَم) وإمّا خندق (العملاء والخونة والجواسيس).

·       وباختصار، إمّا خندق (جمال عبد الناصر، وحافظ الأسد، وبشّار الأسد) وإمّا خندق (جابوتنسكي، وبن غوريون، وشارون، ونتنياهو).

وأيّ محاولة تذاكي أو “تشاطر” أو تحايل، للابتعاد عن اتخاذ الموقف الصحيح، تحت عنوان (النأي بالنفس) لا تعدو كونها، انخراطاً عضوياً، في خانة الخزي والعار، مع الحرص على التبرّؤ الإعلامي من ذلك.

-10-

[ المحور الصهيو-أمريكي: والكيماوي السوري ]

[ أكّد عميل الـ (cia): المعارض السوري كمال اللبواني في حديث لقناة “روسيا اليوم” أنّ “لدينا معلومات مؤكّدة أنّ سورية تمتلك 1200 طن من السلاح الكيميائي، منها 700 طن من غاز السارين، و200 طن من غاز الخردل، و200 طن أو أكثر قليلاً من مادة الـ VX، وهي كافية لقتل الوطن العربي كله” ] (حسب قوله)

وبالمناسبة، فإنّ أيّ حديث عن السلاح الكيميائي في سورية، مهما كان نوع هذا الحديث، يهدف إلى غاية واحدة وحيدة فقط، هي الحرص على أمن إسرائيل – بالمفهوم العدواني والاستيطاني – وهذا ما يريده الغرب الأمريكي والأوربي، وما يردّده وراءه، وبشكل ببغائي، باقي الأذناب والبيادق من الأعراب الملتحقين وظيفياً بالمركز الصهيو-أمريكي.. وأيّ كلمة يجري قولها، وأيّ فعل يجري الإعداد له، أو القيام به، فيما يخصّ، ما يُسمَّى الملف الكيميائي السوري، هو مساهمة مباشرة في الحفاظ على أمن إسرائيل، وفي زعزعة الأمن القومي العربي، وفي مقدمته زعزعة أمن قلب العروبة النابض والصامد في بلاد الشام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.