من المسؤول عن جريمة قتل العلامة البوطي…؟؟؟

boutti-martyrs10

صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948 ـ
بقلم : راسم عبيدات:

بداية ما اود قوله ان حذاء العلامة الشهيد البوطي أشرف من كل رؤوس  رجالات الإفتاء الدينية الوهابية والتكفيرية والمذهبية،رجالات إفتاء الدين الإسلامي الأمريكي،الذين لا حياء في وجوههم ولا  يعرفون أي نوع من انواع الخجل،ولو كان في وجوههم ذرة من حياء أو خجل او كرامة لما سمحوا للأمريكان بتحريف القرآن الكريم وطباعة قرآن جديد لهم يجري تداوله هناك،هؤلاء هم دعاة الاسلام الأمريكي- القطري – السعودي- التركي،وان لا أعرف أي دين هذا الذي يسمح بقتل المصلين في بيوت العبادة سواء اكانت إسلامية ام مسيحية،او حتى يهودية؟،هل الحوريات العين  الموعدون بهن،سيصيلون إليهن ويحصلون عليهن من خلال قتل المصلين في المساجد والمآتم وإستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ؟،كما حصل في خان العسل في حلب،وهل الديمقراطية الموعودين فيها أهل الشام تتأتى من خلاف فكر إنغلاقي تكفيري؟،يقوم عليه مجموعة  من القتلة والمتخلفين وتجار الدم والدين،الذين يقومون بخداع وتضليل الكثير من الشباب  العرب والمسلمين،كما هو واضح في اعترافات الكثير من الشباب التونسيين الذين تقوم عصابات مجرمة بعملية غسيل دماغ لهم،ودفعهم للذهاب الى الموت في سوريا تحت يافطة وذريعة الجهاد،والظفر بالحوريات في الجنة،ألم تكفي كل المعطيات والدلائل والحقائق التي تتكشف يوماً بعد يوم، لتكشف طبيعة وحقيقة المخطط الإجرامي الذي ينفذ بحق سوريا؟؟،والذي إستشهد العلامة البويطي بسببه،لأنه حذر من هذا المخطط وهذه المؤامرة على الدولة السورية،عصابات تمارس القتل،وتتلقى الأجر،لكي تقوم بتدمير سوريا وتخريب البلد ونشر الفوضى فيها،فالمسألة لم تعد كما يحاول بعض  دعاة “التحشيش” الفكري،أن يصوروا الأمور على انها مطالب بالحرية والديمقراطية  والإصلاح والتغير،هذا مخطط دموي وإرهابي وتصفوي،جرى طبخه والتحضير له منذ عدة سنوات في مطابخ “السي أي أيه “و”الموساد” والدوائر الاستخبارية الغربية،مخططات جرى التحضير لها ودراستها بعمق،لما ستكون عليه الخارطة العربية والإقليمية لمئة عام قادمة،مشروع يراد منه الحفاظ على المصالح الأمريكية والغربية الإستعمارية في المنطقة،وبقاء اسرائيل الدولة القوية والمتفوقة في المنطقة،وكما عبر عن ذلك  الرئيس الأمريكي أوباما في زيارته لإسرائيل الأربعاء،مشروع يستهدف تدمير المشروع القومي العربي،ومنع تبلوره أو قيامه،لأن قيامه يعني النقيض مع مصالح أمريكا وأوروبا الغربية،ويشكل خطر حقيقي على وجود الدولة العبرية،ولذلك تحطيم هذا المشروع ومنع قيامه،يتطلب  تدمير ركائزه الأساسية المرشحة بأن تكون حاضنة ورافعة له،العراق جرى احتلالها وتدميرها،ونهب خيراتها وثرواتها وقدراتها الاقتصادية والعسكرية والعلمية،وتحولت الى دولة فاشلة،ومخططات تقسيمها الى مجموعة دويلات قطعت شوطاً كبيراً،وتففكت الوحدة الوطنية والمجتمعية،وأصبحت الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية والأثنية سيدة الموقف،وسوريا تصفية الحسابات ضرورية معها،فهي لم تخضع لا بالترهيب ولا بالترغيب ،وبقيت حجر عثرة في وجه المشروع الأمريكي- الإستعماري الغربي،وتمنع تمدده من خلال إحتضانها للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية وعلاقاتها الإستراتيجية مع ايران التي إكتشف العربان”المخاصي” بعد سقوط  نظام الشاه،وقيام نظام فيها متعارض ومتناقض مع المصالح الأمريكية في المنطقة أنها “مجوسية وفارسية وشيعية”،وفي عهد الشاه كانت سنية بإمتياز؟؟،وإستمرار تغريدها خارج السرب الأمريكي،ودورها في إفشال المخطط الأمريكي بإقامة الشرق الوسط الجديد،يجعلها في قلب الإستهداف لهذا المشروع،وما الحرب التي تشن على سوريا دولة ومؤسسات وجيش وإقتصاد وجغرافيا وموقف وكرامة وفكر،سوى حلقة في هذا المخطط الإجرامي،ومصر كذلك فدعاة وحملة المشروع القومي العربي،إنطلقت وبودر إليه من مصر، محمد على وسعد زغلول واحمد عرابي وعبد الناصر،ولذلك  هي أيضاً مستهدفة،بحيث باعت أمريكا السلطة للأخوان المسلمين هناك مقابل ما يقومون به من تدمير للبلد،ونشر الفوضى الخلاقة فيها،حيث تجري عمليات أخونة الدولة والسلطة والدستور،والدعوة الى إقامة ما يسمى بدولة الشريعة…الخ،

وبالعودة الى ما يجري في سوريا واغتيال العلامة الشهيد البوطي في المسجد هو وعدد آخر من المصلين من قبل مجرم ووحش بشري،فالذي حصل يتعدي الجريمة القذرة والبشعة،بل ما جرى ويجري هو في إطار وسياق ما يخطط لسوريا،من اجل تحويلها الى دولة فاشلة،فسوريا هي صاحبة أقوى إقتصاد عربي،وحاملة لمشروع قومي عروبي،ومحتضنه ومتحالفه مع قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعربية،وذات علاقة استراتيجية مع ايران،ورافضة لوجود دولة الإحتلال الإسرائيلي في المنطقة،وهذا يجعلها في صلب الإستهداف للمشروع التصفوي،وليقل لي دعاة “الفورة” السورية،أين الثورة في حرق متاجر ومصانع مدينة حلب ومخازن الحبوب،وتفكيك المصانع وتهريبها الى تركيا وتدمير قلعة حلب وأثارها،وقصف المساجد ومهاجمة  وقتل العرب المسيحيين،وقتل اللاجئين الفلسطينين،وتفجير الجامعات والحافلات،وقتل اللأطفال والنساء وجز الرؤوس بالسيوف والسكاكين ..؟؟،هل هذه”ثورة” يا قتلة ويا مجرمين ولصوص وخونة وجواسيس؟،إن المعارضة السورية التي تعتبر نفسها وطنية وعلمانية عليها ان تخجل من نفسها،فالذي يجري هو عار في جبينها،ومهما اختلفت مع النظام في مسائل الديمقراطية والحريات والإصلاحات،لا يبرر لها السكوت عن المجازر والمذابح التي تقوم به عصابات مجرمة  ترسلها مشيخات النفط والغاز  في الخليج  العربي والحالمين بعودة خلافتهم وإمبرطوريتهم التتريكية،وبإشراف ودعم عسكري وسياسي أمريكي- وأوروبي غربي،من اجل تدمير سوريا وتفكيك جغرافيتها وتحويلها لدولة فاشلة،تسودها الفوضى والقتل المذهبي والطائفي،وقتل العلامة البوطي كواحد من اكبر علماء المسلمين،جاء بفعل فتاوي مؤسسات ورجالات الإفتاء المشبوهة التي تحرض على المذهبية والطائفية،وتحرف الصراع وتنقله من مستوياته الرسمية الى المستويات الشعبية،فهذه المؤسسات  ورجالاتها من قادة الإفتاء بحاجة الى أن تجري محاكمتها ولجمها ووقف بث سمومها وحقدها،فهي مطلوب منها تنفيذ مخططات مشبوه وماجورة تدمر الأمة  العربيةوتنهي وجودها،فهل هناك من يصحو ويتعظ ويقول الحقيقة،ام ان بريق المال والدولار  أقوى من صوت الحق والعقل..؟؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.