خاطرة “أبو المجد” (الحلقة السابعة والستّون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

الحلقة السابعة والستّون

[ إنّ التجارِبَ للشّيوخ، وإنّما               أَمَلُ البلاد، يكونُ في شُبَّانِها ]

[ “إنما الأعمال بالنيّات” ولكن ليس في عالم السياسية.. ففي عالَم السياسة، تكون “الأعمال مرهونة بنتائجها” فقط. ]

-1-

[ سورية المتجدّدة الجديدة ]

“كلّ شِدّة، ولها مدّة”.. وهذه الحرب الكونية العدوانية الإرهابية على سورية، لم ولن تلغي سورية من الوجود، كما كان مُخَطَّطاً لها.. وإن كانت هذه الحرب قد أَدْمَتْها وآلَمَتْها بما يفوق حدود الوصف.. ومع ذلك فإنّ سورية، ستنبعث، كطائر الفينيق، من بين الرماد، أكثر قوةً وفتوّةً وحيويةً وعطاءً ودوراً.

ولكي تعود كذلك، فإنّ سورية المتجدّدة الجديدة، تحتاج:

1-                  استكمال حربها المقدّسة لاستئصال الإرهاب والإرهابيين من ربوعها.

2-     الإعداد لإعادة إعمار سورية، واستنفار جميع الطاقات والقدرات القائمة والكامنة داخل سورية، والتعاون العميق مع الدول التي وقفت بشجاعة وشرف مع سورية في حربها ضد العدوان الخارجي عليها، ومع الدول التي لم تقف ضد سورية في هذه الحرب.. تمهيداً لعودة سورية، عمرانياً وبنيانياً، بأفضل وأجمل وأكمل مما كانت.

3-                  ترسيخ وتعميق وتجذير وتحصين الدولة الوطنية السورية العلمانية المدنية الديمقراطية.

4-     الاستمرار في تبنّي وتصليب نهج وخط المقاومة والممانعة، لأنه النهج الوحيد الكفيل بالحفاظ على القرار المستقل والدور المستقل، وتحصين الوطن من الانزلاق إلى حمأة التبعية الخارجية.

5-     ترشيق وتمشيق (حزب البعث العربي الاشتراكي) والعودة به إلى منابعه الأولى التي انتشر خلالها بسرعة أسطورية في جنبات المشرق العربي، وتنقيته من طوابير الوصوليين والمتسلّقين.. والتخفّف من الحمولات الضّارة والأرقام الزائدة، والتفرّغ لعميلة تثقيفية عميقة وشاملة، قومية ووطنية، تخلق جسوراً عميقة من التواصل بين قواعد الحزب وكوادره وقياداته.

6-     الانتقال بالإعلام السوري – العام منه والخاص – إلى أن يصبح فعلاً، لا قولاً، إعلام دولة ومجتمع، لا إعلام سلطة وحكومة وحزب، وتخصيص موازنات مجزية، تستطيع من خلالها سورية، إيجاد إعلام مواكب للعصر، وقادر على الدفاع عنها، في مواجهة الأخطبوط الإعلامي الهائل، المعادي للشعوب.

7-     ترشيد العمل الأمني، بحيث يوائم بين (أمن الوطن) و(كرامة المواطن) وبما يخلق جسوراً متينة من الثقة بين الأجهزة الأمنية والمواطنين السوريين.. وعقلنة النشاطات الأمنية وقوننتها، بما يقطع الطريق على إمكانية المساس بكرامة المواطن، وبما يفسح المجال، في الوقت نفسه، لتحقيق أمن الوطن والمواطن، والمحاسبة الصارمة لكلّ مساس بكرامة المواطن، وبما لا يقلّ عن محاسبة المساس بأمن الوطن.

8-     مواجهة بؤر الفساد الكبير والمتوسط، في المفاصل الإدارية وغير الإدارية.. وعندما يجري مواجهة جادة ومثمرة لهذا النمط من الفساد، فإنّ سيول الفساد الصغير المنتشرة، سوف تضمر وتَقِلّ شيئاً فشيئاً.

9-     إفساح المجال واسعاً، مع الدعم الحكومي، لقيام نشاطات ثقافية وطنية واسعة في مختلف أنحاء سورية، والعمل على اجتذاب أجيال الشباب، للمشاركة الفاعلة في هذه النشاطات، وصولاً إلى قوننة هذه النشاطات وتكريسها كجزء حي من المجتمع المدني الحقيقي الداخلي، وليس الخارجي المزيّف.

10-    الإعداد لحملة متواصلة ودائمة، لترسيخ وتعميم مفهوم الإسلام القرآني المحمّدي المتنوّر المستقلّ، في مواجهة المفاهيم الظلامية التكفيرية الإقصائية الإلغائية المجنّدة لخدمة أعداء الإسلام والعروبة.

إنّ بعض هذه العوامل يجري تنفيذه، وبعضها يحتاج أن يبدأ العمل على تنفيذه مباشرةً، وبعضها الآخر يحتاج إلى العمل الحثيث به، فور الانتهاء من استئصال شأفة الإرهاب والإرهابيين داخل سورية.. ولكنها معركة مصيرية، لا بدّ من خوضها، لكي تتحقَّق سورية المتجدّدة الجديدة.

-2-

[ الجيش العربي السوري العظيم ]

مع كل الاحترام والتقدير للمحلّلين السياسيين السوريين: ليس من حق أحد، أن ينسب إنجازات “الجيش العربي السوري العظيم” إلى “حزب البعث العربي الاشتراكي”، وليس من حق أحد، تحت أيّ عنوان، أن يتستّر على العيوب والنواقص التي وقعت فيها قيادات وكوادر “حزب البعث العربي الاشتراكي”، عبر ربع القرن الماضي، بالتلطّي وراء التضحيات الأسطورية، التي قدّمها الجيش العربي السوري، وبالقول أنّ الجيش جيش عقائدي… نعم، الجيش السوري، جيش عقائدي ومحترف ومقاوم وممانع، ولكنه قبل ذلك “هو جيش الوطن وجيش الشعب”.. وهذا لا يعني النيل من “حزب البعث”، بل يعني ضرورة الاعتراف بالقصور الشديد والتقصير المزمن، الذي وقعت فيه قيادات الحزب وكوادره.. وصحيح أنّ “جلد الذات” ليس غاية، لكن المطلوب وبإلحاح، هو الخروج بعشرات الدروس المستفادة، من أخطاء وعثرات الماضي، والانخراط الميداني الدائم – وليس المناسباتي – بالجماهير، وليس التفرّغ لإقامة “حكومة موازية” للحكومة القائمة، بل التفرّغ التثقيفي والتنظيمي والفكري، للنهوض بالحزب، إلى مستوى القدرة اللائقة به، كحزب تاريخي قومي عظيم، بل كحزب هو الأرقى والأنقى والأسمى، فكرياً ونضالياً، على امتداد الساحة العربية.. والمهمة الكبرى والأولى، هي العودة بالحزب، إلى هذه الحالة التي تليق به ويليق بها.

-3-

[ (وبشّر القاتل بالقتل، ولو بعد حين) و(الساعة آتية لا ريب فيها) ]

(100) ألف ضحية في سورية، وتهديم مئات آلاف البيوت، وتدمير البنية التحتية، وتشريد ملايين السوريين.. كل هذا القتل والدمار والخراب والتشريد، في رقبة “مهلكة آل سعود”، من الآن إلى يوم القيامة.. ذلك لأنّ الإسرائيليين، أعداء تاريخيون للعرب، والأمريكان أعداء تاريخيون للشعوب، والعثمانيون مستعمرون للعرب مئات السنين، والأوربيون مثلهم كذلك، وباقي مشيخات الغاز والكاز، عبد مأمور لعبد مأمور.. وأمّا “آل سعود” فيقدّمون أنفسهم، بأنّهم “حماة الإسلام!!!!!!!” بحيث انطبق عليهم المثل “حاميها، حراميها” ولذلك يتحمّلون أمام الله والتاريخ، وأمام الأمة العربية عامة، وأمام الشعب السوري خاصة، مسؤولية كل هذا الموت والدمار.

وإذا كان “خُوّان المسلمين” في أنحاء الوطن العربي والعالم الإسلامي وبعض العواصم والحواضر الأوربية، برهنوا بمواقفهم وسلوكهم، أنّهم خارج العصر وخارج الحضارة، وأنّهم أعدى أعداء الإسلام، عندما جعلوه مطية، للوصول إلى سلطة ناقصة، يديرون عبرها، الأمور اليومية والمعيشية والإجرائية، ويتركون للمحور الصهيو – أمريكي، حرية رسم السياسات العليا التي يريدونها، في ما يخص الأمة العربية بكاملها… ناهيك عن عداء “خُوّان المسلمين” لكل ما يمت للعروبة بصلة، وعداؤهم لكل ما يمت لأيّ وطن صغير من الوطن العربي الكبير، إلّا إذا كان هذا الوطن الصغير، يشكّل “إمارة” خاصة بهم، يجعلون منها قاعدة انطلاق لـ “أخونة” باقي المنطقة. – و”الأخونة” لمَن لا يعرفها، هي: الاستفراد الكامل بالسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية وبالسلطة الرابعة “الإعلامية”، ووضع هذه السلطات بالكامل، في خدمة “الأجندة الصهيو-أميركية” مقابل التزام “العمّ سام” بالحفاظ على “خُوّان المسلمين” في السلطة. ولأنّ حساب الحقل، لم ينطبق على حساب البيدر، لا بالنسبة لـ ” العم سام ” ولا بالنسبة لـ “خُوّان المسلمين”، ولأنّ الطرفين فشلا في تنفيذ الالتزامات التي قطعاها لبعضهما، منذ عدّة سنوات… فقد جرى كف يد “خُوّان المسلمين” عن المهمة التي فشلوا فيها، وجرى الاستعانة بـ “مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية” وجرى تكليف هذه المهلكة، ومعها بعض نواطير مشيخات النفط، بحقن شرايين وأوردة الاقتصاد المصري، بكل ما يمكن أن يؤدي إلى وقف هذه العاصفة الجماهيرية الكبرى، وبما يمنع خروجها عن الإرادة الأمريكية، وبما يضمن تطويقها واحتواءها وترويضها، بعد أن فشلت عملية مصادرتها سابقاً، عبر “خُوّان المسلمين” وبما يمنع تداعياتها على عموم المنطقة… ويخطئ مَن يظن أنّ “الوهّابية التلمودية” المنفصلة كلياً عن العصر، والتي تتخلف عنه، قروناً عديدة، يمكن لها أن تنجح بهذه المهمة، حتى لو تبدّى لها، ولأسيادها، في البداية، أنّها تسير على طريق النجاح..لا بل سوف يمتد هذا الفشل إلى عقر دارها، وفي مستقبل ليس ببعيد…. ولسوف يدفع هؤلاء العبيد، ثمناً غالياً جداً، جزاءً وفاقاً، على ما ارتكبته أيديهم في سورية “والله تعالى يمهل ولا يهمل”.

-4-

[ من “إتلاف حمد” إلى “إتلاف مهلكة قطع الرؤوس” ]

بعد أن تحوّل “إتلاف حمد” التعيس، إلى “إتلاف مهلكة قطع الرؤوس” السعودية الوهّابية التلمودية الأمريكية.. وبعد أن انتقلت رئاسته!!!!!! من “غليون” إلى “سيدا: اﻹيدز” ورست على مخلوق “أجرب”، فإنّ من المؤكّد، أنّ “هزّاز آل سعود” و”بندر بوش الصهيوني” سوف يلتحقان بمزبلة التاريخ، أسوة بـ “حمد الصغير” و”حمد اﻷصغر”، ﻷنّ “لعنة سورية” سوف تلحق، كل مَن قام بسفك الدم السوري، وسوف تسحق كل من احتضن الإرهابيين الذين عاثوا فساداً وخراباً في سورية، والذين ولغوا بالدم السوري… وكأنّ “عبيد” آل سعود، لم يتّعظوا بمَن سبقهم في العدوان على الشعب السوري، ولم يدركوا أنّ “الغليون” و”السيدا” و”الجرب” الذين يشكّلون “وش السحارة” للإرهابيين السوريين الذين يسمّون أنفسهم “معارضة”، كانوا نذير شؤم على كل مَن وضع يده بيدهم.. ويبدو أنّ “عبيد” آل سعود، لا يمتلكون قابلية التعلّم من غيرهم، ولا بدّ لهم من دفع الثمن بأنفسهم… وإنّ غداً، لناظره قريب.

-5-

[ سرّ الكرم الحاتمي الطارئ لـ: “مهلكة آل سعود” تجاه “مصر” ]

يتساءل شرفاء العرب في كل مكان، عن سرّ هذا “الكرم الحاتمي” المفاجئ، تجاه “مصر” الذي تقوم به “مشيخات ومحميّات نواطير الغاز والكاز”؟؟ ويعتبرون ذلك، قراراً أمريكياً، لمعرفتهم أنّ قرار هؤلاء، ما كان ولن يكون، يوماً، إلّا في خدمة “الأجندة الصهيو – أميركية”.. ولماذا لم يقدّموا هذا “الدعم” غير المسبوق “لسلطة” “خُوّان المسلمين” الساقطة – المصنّعة أمريكياً – بينما يتسابقون الآن، لتقديمه؟؟.

والحقيقة أنّ الأمر قد يبدو ملتبساً في البداية، ولكن بعض الغوص في المسألة، يوضّح جوهر الأمر، وهو أنّ المحور الصهيو -أمريكي، صعقه هذا السقوط المريع والسريع لسلطة “خُوّان المسلمين” في “مصر”، وصعقه أكثر، هذا الإعصار البشري الهائل، للشعب المصري، يوم “30 -6 – 2013” وغير المسبوق في تاريخ البشرية، الأمر الذي أثار هلع الأمريكان والصهاينة، وأفقدهم توازنهم، وأرعبهم من احتمال تكرار تجربة “الثورة الإيرانية” مرة ثانية في “مصر” – ليس من حيث مجيء قيادات إسلامية إلى سُدّة السلطة، كما حصل في إيران – بل من حيث وصول قيادات وطنية مستقلة، تؤمن بالعداء لـ “الأجندة الصهيو-الأميركية”، وتقوم بالاصطفاف في الخندق المعادي للاستعمار الجديد، وتعتمد نهج المقاومة والممانعة…. ومثل هذه الاحتمالات، تمنع المجمّع العسكري الصناعي – المالي: الأمريكي، من النوم، ولذلك قام هذا المجمّع الأمريكي، بإصدار الأوامر والتوجيهات، لأدواته وبيادقه النفطية والغازية، من أجل تقديم كل ما يلزم، لقطع الطريق على وصول “الثورة المصرية” إلى غاياتها الطبيعية، وعلى احتمال إفراز قيادات استثنائية، تعبّر تعبيراً صادقاً وحقيقياً، عن هذه الثورة العظيمة، وللقيام بعملية استباقية، يجري فيها مصادرة الثورة، مرّة ثانية، عبر “قيادات أميركية الهوى والتوجه”، بعد أن فشلت مصادرة هذه الثورة، عبر “خُوّان المسلمين” في المرة الأولى…. والسبيل إلى ذلك – حسب المنظور الأمريكي والتنفيذ الخليجي – هو العمل على تقديم “رشوة” مالية، بمليارات الدولارات، للنظام الجديد، وتسويق ذلك على أنه دعم ومساعدة للشعب المصري.. والحقيقة هي أنّ الغاية من ذلك، هي منع الشعب المصري من استكمال ثورته، ومنع السير بها إلى خواتيمها الطبيعية.. وهم يأملون بقدرتهم على النجاح في ذلك، لعدم وجود قيادة حقيقية، تعبّر عن وجدان الشارع المصري وعن ضمير الشعب المصري وعن نبض الشعب المصري الحي، شبيهة بالقيادة الكارزمية الاستثنائية لـ “الإمام آية الله روح الله الخميني”.. الأمر الذي أفسح المجال للمحور الصهيو-أمريكي، لكيلا يكرر الخطأ التاريخي الذي وقع به، أثناء قيام الثورة الإيرانية، عندما وقف، جهاراً نهاراً، وبكل ما يملك من قوّة، ضد “الثورة الإيرانية: عام -1979″، وهذا ما شكّل عنصراً حافزاً وقوياً، للشعب الإيراني، لكي يكتشف، بشكل كامل، نفاق وزيف ورياء المحور الصهيو -أمريكي، في مواقفه السياسية من شعوب العالم، بحيث اندفعت أغلبية الشعب الإيراني، في عدائها للسياسة الأمريكية الاستعمارية الجديدة، إلى الحدود.. ولذلك اندفع ويندفع الآن “العمّ سام” الأمريكي، بقوة، عبر أدواته النفطية والغازية، من أجل منع تكرار ما حدث في “إيران” منذ أربعة وثلاثين عاماً، مرة أخرى في “مصر” الحالية… ومن البديهي، أنّ ذلك، لا يعني أنّ الأمريكان، سوف يتخلون عن صنائعهم وأدواتهم “خُوّان المسلمين” سواء في “مصر” أو في غيرها، رغم الفجيعة والخيبة الكبرى التي مني بها الأمريكان، في مراهنتهم على “خُوّان المسلمين”.

-6-

[ ثلاثية العار والاستعمار: الإخونجية -الوهّابية – الصهيونية ]

ثلاثية عنصرية معادية للإنسانية، أقامها الاستعمار البريطاني، بحيث شكّلت مثلثاً، قاعدته “الصهيونية” وضلعاه الآخران: “الوهّابية” و”الإخونجية” وبرعاية الاستعمار، القديم منه والجديد.. وعلاقة أضلاع هذا المثلث، هي علاقة وجودية مصيرية تخادمية، مهما كانت خلافاتها، ومهما تباينت وجهات النظر بينها، فإنّ “المعلّم” والموجّه والمدير، لهذا المثلث، وضع ويضع سقفاً لخلافات أضلاعه وتبايناتها، بحيث جعل من هذه التباينات والخلافات، عناصر تكامل وتعاضد، تتعاون وتتساند، لخدمة الاستعمار، الذي يحميها ويرعاها، بدوره، مقابل الخدمات الكبرى التي تقدمها له.

وما لم يدرِ بخلد المحور الصهيو -أميركي، هو هذا السقوط “الحر” لأحد أضلاع هذا المثلث، في قلعته الأساسية وفي مسقط رأسه “مصر: أم الدنيا”، عندما انكشف عجز “الإخونجية” عن الحد الأدنى، من القدرة على إدارة الدولة، بعد أن استولى “خُوّان المسلمين” على السلطة، وبعد أن تعرّوا من كل الستائر والحجب والأغطية التي كانوا يتدثّرون بها، منذ “85” عاماً، وظهر نفاقهم ودجلهم ورياؤهم وارتهانهم للمشروع الصهيو – أميركي، وبعد أن ظهرت البراهين والأدلة القاطعة، بأنّهم “تنظيم سياسي” قح، وظيفته ترسيخ وتكريس المشروع الصهيو-أميركي في المنطقة، والذي هو “الشرق الأوسط الجديد” وتمرير هذا المشروع، باسم “الإسلام” عبر سلسلة مسمومة ومفخّخة من الفتاوى، التي أسندت مهمة القيام بها، إلى مجاميع “فقهاء الناتو” الجدد المتدثّرين، زوراً وبهتاناً، بـ “الإسلام الحنيف”.. وهذا السقوط “الإخونجي” سوف ينطبق عليه مبدأ “الدومينو” الذي سيؤدي إلى سلسلة انهيارات متلاحقة، لهذا التنظيم المتصهين، ولذلك استنفر العالم الغربي “بشقيه الأمريكي والأوربي” وأذنابه النفطية والغازية، لوضع موانع وحواجز ومطبات وسدود، أمام عملية الانهيار هذه، لمعرفته، أنّ الدور قادم، على الضلع الثاني من المثلث، الذي هو “الوهّابية”، ولذلك نقل الاستعمار الجديد، مهمة التصدي للتحديات الجديدة، نقلها إلى “قلعة الوهّابية السعودية” لكي تستنفر وتوظّف كل طاقاتها وإمكاناتها، ولكي تكون رأس الحربة، في هذه المواجهة المصيرية لها وللضلع الثالث، الذي هو “الصهيونية”.

ومهما تمكّن هؤلاء من تأخير المحتوم، شهوراً أو سنوات، فإنّ “الوهّابية” سوف تلحق بـ “شقيقتها” المضاربة “الإخونجية” – لأنّهما أصبحتا مناقضتين لروح العصر الذي هو عصر الشعوب – ، وبعدئذ سوف تلحق بهما “الصهيونية” عبر وضع حد لقاعدة ومستوطنة الصهيونية الكبرى “إسرائيل” مهما حشدوا ومهما استنفروا ومهما “بعبعوا” فإنّ المصير المحتوم، سوف يلحق بهم، لأنّ المستقبل، للشعوب وليس لأعداء الشعوب.. والشعوب الحية في ربوع الأمة العربية، تدرك بعمق ما قاله “أمير الشعراء: أحمد شوقي:

وللحرية الحمراء باب               بكل يد مضرجة يدق

-7-

[ خُوّان المسلمين: أعداء العروبة والإسلام ]

بعد مشاهدة وسماع ما قام به “خُوّان المسلمين” في مصر، بدءاً من خطاب مرشدهم العام “محمد بديع” مروراً بكل ما قاله رموز “الخُوّان” من تُرّهات ودجل ونفاق.. هل بقي عربي شريف من عشرات ملايين العرب، لم يدرك أنّ هؤلاء منفصلون تماماً عن الواقع، وأنّهم يعيشون ألف سنة، على الأقلّ، متخلّفين عن العصر؟!، والأهم أنّه لا يمكن التعايش معهم، إلّا إذا كان يمكن التعايش مع مرض (السرطان).. فإمّا بقاء الأمّة العربية وبقاء الدين الإسلامي الحنيف، وإمّا بقاء “خُوّان المسلمين”.. وليس هناك خيار ثالث.. والأشهر والسنوات القادمة هي الكفيلة بتظهير ذلك.

-8-

[ فخامة: ميشيل سليمان ]

لا يتوقّف الشرفاء لحظة واحدة، عند ما يقوله معتمد الموساد الأول في “لبنان”: “سمير جعجع”، ولا عند ما تقوله زواحف و”روبوتات” التيار الوهّابي اللبناني المتصهين، المسمّى “تيار المستقبل”، حول “وجوب عدم تدخل اللبنانيين في الأزمة السورية”.. ولكن لا بدّ من التوقّف، عند ما كرّره أكثر من مرة “فخامة: ميشيل سليمان” الذي ردّد، أوتوماتيكياً، القول ذاته…. والسؤال: هل يريد “فخامته” من “حزب الله” أن يسلّم رأسه، لبيادق وعملاء إسرائيل؟ وهل يريد منه، أن يشقّ ويعبّد الطريق، لإرهابيّي ومجرمي الجماعات الظلامية التكفيرية، على الحدود اللبنانية السورية، وأن يسهّل مهمتهم، في تطويقه وحصاره، عبر تلك الحدود، وخاصة عبر “القصير السورية” أو على مشارفها؟.. إذا كان “فخامته” يريد ذلك، فالمقاومة اللبنانية و”حزب الله” ليست قادرة ولا راغبة ولا مستعدة، بأن تفرّط بأمنها الاستراتيجي، كرمى لأحد في هذا الكون، سواء كان الحلف الأطلسي، أو الولايات المتحدة الأمريكية، أو سلاطين بني عثمان الجدد، أو نواطير مشيخات الغاز والنفط…. والسؤال: كيف يخطر ببال “فخامته” – وهو المؤتمن على الدستور اللبناني – أن يصرّح مثل هذا التصريح، الذي يضعه أوتوماتيكياً، في الخانة غير المشرّفة، لرخويات التيار الوهّابي اللبناني المتصهين، وخانة بيادق إسرائيل الجعجعية؟!.. والسؤال الثاني، الذي كان على “فخامته” أن لا يكتفي بالإجابة عليه، بل أن يكون له موقف لبناني، ينبع من الحرص على الأمن اللبناني، أولاً، و ينبع ثانياً: من الالتزام بالاتفاقات الدولية الناظمة، بين سورية ولبنان، والتي تلزم الطرفين بأن لا يكون أحدهما مقراً أو ممراً، لما يمس بأمن الطرف الآخر… وما جرى منذ أكثر من سنتين حتى الآن، في لبنان، وعلى مرأى ومسمع من جميع اللبنانيين، هو أنّ “لبنان” تحوّل بمرفئه وبمطاره وبحدوده، إلى مناطق توريد مئات أطنان الأسلحة والأعتدة والذخائر، وتهريبه إلى سورية، من أجل قتل الشعب السوري والجيش السوري، وإلى مقرات تجميع وإيواء وانطلاق، لآلاف الإرهابيين الظلاميين التكفيريين المستوردين من مختلف بقاع العالم، وتهريبهم إلى “سورية” من أجل قتل شعبها وجيشها…. كل ذلك، لم يقم “فخامته” – كمؤتمن على الدستور اللبناني – بمنعه، أو بالعمل على منعه، لا بل لم يرَ “فخامته” كل ذلك، وإنما رأى بضع قذائف وقعت داخل الحدود اللبنانية، مع أنّها كانت موجّهة للإرهابيين حصراً، فثارت حميته، وقرر تقديم “علم وخبر!!!!” بذلك، للأمم المتحدة، ولما يسمّى “الجامعة العربية”، ثم رفع عقيرته، و”تمنى” من “حزب الله” أن لا يتدخل في “سورية”!!!!!!!!!!!!!.

مَن الذي يتدخل بالآخر، يا “صاحب الفخامة”: سورية، أم لبنان؟!؟! ومَن الذي يجب أن يتوقّف عن التدخل بشؤون الآخر: سورية أم لبنان؟!؟! ومَن الذي يدافع عن نفسه وعن أمنه، ضد عدوان العصابات الإرهابية المسلحة: سورية و”حزب الله”، أم قطعان وزمر العصابات الإرهابية المسلّحة، التي قام “لبنان” باحتضانها وتمريرها إلى “سورية” والتي صارت تشكّل خطراً داهماً، ليس على “سورية” فقط بل وعلى “لبنان”، بحيث يصح فيكم القول، بأنّكم لم تشاركوا في زعزعة أمن سورية، فقط، بل فرّطتم بـ “أمن لبنان” انطلاقاً من حسابات شخصية ضيقة خاطئة!!!!!!!!!.

إنّ الإمعان في سلوك هذا الطريق الخاطئ، المبني على حسابات خاطئة، يا “صاحب الفخامة” لا يمكن أن يمر بسهولة… ومخالفة الدستور اللبناني، لمَن اؤتمن عليه، في ظروف استثنائية، كهذه الظروف، ليست مخالفة سير، يمكن غض الطرف عنها، بل هي إصرار على السير بلبنان إلى الهاوية، وهذا أمر لا تقبله، ولن تقبله أكثرية الشعب اللبناني، الذي “شبع” من الحروب الأهلية التي دامت خمسة عشر عاماً.

-9-

[ المستعرب التلمودي (اللِّص: عزمي كوهين بشارة) ]

إذا كان (النظام السياسي) في سورية، هو (نظام عصابات طائفية فاشية) كما قال المستعرب التلمودي (اللِّص عزمي كوهين بشارة).. فالسؤال هو: كيف ارتضى أن يكون بيدقاً في خدمة (نظام عصابات طائفية فاشية) منذ نهايات القرن الماضي وحتى (عام “2011”)؟.. ولماذا كان يسبّح بحمد (القيادة الوطنية الاستثنائية، للرئيسين حافظ الأسد وبشّار الأسد)؟.. ولماذا ارتضى أن يرضع من أثداء (نظام عصابات طائفية فاشية) لمدّة خمسة عشر عاماً؟.. ولماذا فشل في اكتشاف (السلبيات) المذكورة، لهذا النظام، وتأخّر اكتشافه لها، إلى أن انفجر (ربيع الناتو الصهيوني المستعرب) وإلى أن قام وليّ نعمته الجديد (السابق): (الطبل الموسادي الأجوف: حمد بن أبيه) المنقلب على والده (خليفة)، قام بتمويل وتسليح هذه (الثورات الصهيو- أطلسية المستعربة)؟!.

أم أنّ علاقة هذا (المستعرب التلمودي) مع (سورية) تشبه علاقة أحد المشايخ، بالسفارة الأمريكية، عندما شوهد خارجاً من الباب الخلفي للسفارة، وهو يحمل كيساً من النقود.. فسئل: ما هذا يا شيخنا؟ فأجاب: (إنّها الجزية، كنت آخذها، من هؤلاء الكفّار!!!).

يبقى كلمة أخيرة، وهي أنّ كل مَن يرتضي لنفسه من النخب الثقافية والفكرية والعربية، أن يستمر بالعمل مع المركز الإستخباري الاستقصائي الموسادي في (الدوحة) والمسمّى (مركز دراسة السياسات) الذي يشرف عليه هذا اللِّص غير الظريف (عزمي كوهين بشارة)، كل مَن يرضى بذلك، بعد أن انكشف “البير وغطاه” بالنسبة لهذا المارق الآبق، يضع نفسه في خانته، وفي خندق المرتزقة، أو في خندق المأجورين المرتهنين المُباعين لأعداء الوطن والأمة، مهما كانت أسبابهم ومهما كانت ظروفهم.

-10-

[ رخويّات وزواحف الفن والإعلام والثقافة ]

“الفنانون” و”المثقفون” و”اﻹعلاميون” الذين خرجوا على وطنهم السابق “سورية” والتحقوا بأعدائها في الخارج، وتحوّلوا إلى سهام مسمومة، يستخدمها أعداء سورية، ضد سورية – وإن كانت هذه السهام صدئة وعديمة الفاعلية -.. هؤلاء جميعاً:

– إمّا غارقون في وحل الانتهازية، منذ نعومة أظفارهم، وصدّقوا ما قاله أعداء سورية، بأنّ “أيّام النظام معدودة!!!!!”، فتسابقوا للقفز من مركب الوطن، والالتحاق بماخور أعداء الوطن.

– وإما مخلوقات “تتعيش” على فضلات نواطير الغاز والكاز، سواء عبر أعمال درامية، أو عبر استكتابات إعلامية، أو عبر مهرجانات وكرنفالات “ثقافية” ليس فيها من الثقافة، إلّا دفتر شيكات الدولار واليورو والريال والدرهم.

– وإمّا قطعان من المرتزقة والمأجورين والمرتهنين، ﻷعداء الوطن.

واللافت في موقف هؤلاء المارقين اﻵبقين، هو إصرارهم على تسويق أنفسهم، بأنّهم “ثوار!!!!!!!”، و”أحرار!!!!!!”، وباحثون عن “الديمقراطية!!!!!”، وأنّهم “لا يستطيعون أن يقفوا إلّا مع الشعب!!!!!!”… وكأنّ الشمس يمكن تغطيتها بغربال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.