12 تموز: المعادلة الصعبة

12july-operation

موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:

“في 12 تموز 2006 نشبت حرب لبنان الثانية، وغداً (اليوم) يصادف مرور سبع سنوات عليها. يستطيع بعض الإسرائيليين أن يفرحوا بالسنوات السبع الهادئة التي مرت منذ ذلك الحين، لكن ليس في استطاعة أحد أن يتفاخر بهذه الحرب أو أن يتجاهل حقيقة أنها كانت من أكثر الحروب التي خاضتها اسرائيل فشلاً وإخفاقاً”. هذا ما قاله الكاتب أريئيلا هوفمان في “يديعوت أحرونوت” عن حرب تموز 2006، عندما استذكر الحرب التي ألحقت بالكيان الصهيوني خسارة لا يمكن أن ينساها، وما زال حتى اليوم يحاول الثأر من المقاومة على ما ألحقته به في هذه الحرب.
نعم، إنها حرب تموز التي كان الهدف من شنّها على لبنان الكرامة والصمود القضاء على حزب الله، وتوجيه ضربة للمقاومة. ولكن هذا الكيان الغاصب، فشل في تحقيق أهدافه، فبدل ضرب المقاومة وتدمير لبنان، استهدفت المقاومة كريات شمونه وشلومي ونهاريا وعكا وحيفا وصفد وكرمئيل وسخنين والمغار وطبرية والناصرة والعفولة ورامات ديفد وبيسان والخضيرة، بالصواريخ التي انهمرت على المدن والمستوطنات الصهيونية حتى اليوم الأخير، وبالمعدل نفسه، وكأنما هذا الجيش الإسرائيلي المدعوم من الاميركي كان أوهن من بيت العنكبوت وغير قادر على رد ضربات المقاومة.
وكانت مفاجأة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، التي قامت بتغيير الموازين في حرب تموز، فبضرب البارجة الحربية الاسرائيلية التي اعتدت على بنية لبنان التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين، تأكد العدو بأنه يواجه رجال الله على الأرض. فلبنان الذي كان سيحترق بسبب هذه الحرب صمد، على الرغم من أن هذا الكيان كان يريد أن يزيل لبنان عن الخريطة، ويزيل معه كل أحلامنا، وكل مبادئنا، فرسمت الحرب الفرح بالانتصار على الرغم من فظاعة الدمار وسيول الدماء التي رافقتها.
اذن، فقد فرضت هذه الحرب إيقاعها ودخلت التاريخ، وأسقطت فرضية العدو الذي لا يهزم: إنزالات أربكت القوة الجوية وزادت من انهيار المعنويات على كل الجبهات، ملاحم بطولية حوّلت القرى الحدودية مقابر للغزاة الصهاينة، صمود هزّ العالم وتكاتف واجه كل التحديات، فكانت النتيجة بأن التهديدات التي أطلقها الإسرائيليون ضد لبنان والسيناريوات التي ضجت باستنزاف لبنان وإضعافه وإزالته من الوجود سقطت، فسجلنا علامة غروب تاريخية لكيان غير قابل للحياة لأنه أقيم بالاستيطان والاقتلاع عن طريق المذابح والاحتلال، وجرت رعايته لتأهيله كقاعدة حرب مستمرة ضد المنطقة العربية والعالم الإسلامي وفي خدمة مخطط الاحتكار الاستعماري الكبير للسيطرة على مواردنا ولتفكيكنا ولجعلنا غير متماسكين وغير قادرين على مواجهة الغرب الاستعماري ومشروعه في منطقتنا .
نعم، لقد أثبت انتصار تموز أن معادلة الشعب والجيش والمقاومة، هي المعادلة التي كانت وستبقى الحامي الوحيد للوطن، وهي اليوم مستهدفة من كل أعداء لبنان والمتربصين بوحدته وأمنه واستقراره، خدمة للكيان الصهيوني الذي الحق به هذه المعادلة الهزيمة. فالشعب اليوم يتعرض لأكبر مؤامرة لتمزيقه وإدخال الفتنة بين أبنائه، والجيش يتعرض لأخطر محاولة لإضعاف هيبته وشل دوره وجعله مراقباً ـ كقوات اليونيفل ـ لا يملك الحق في السيطرة على الأمن في الداخل.
أما المقاومة الباسلة فهي اليوم تتعرض ـ وللأسف الشديد وبسبب الاملاءات الخارجية التي يتلقاها بعض السياسيين اللبنانيين من الجهات التي يرتبطون بها ـ لأبشع الحملات لتشويه صورتها تمهيداً لسحب سلاحها الذي بات سلاحاً للوطن برمته بوجه العدو المحتل والمتربص بلبنان.
فلنحمِ هذا الانتصار، ولنتكاتف ونقف صفاً واحداً إلى جانب المقاومة، لأننا قد أثبتنا اننا المعادلة الصعبة التي قضت على هذا الكيان وجعلته يعي بأن الهجوم على لبنان ليس بنزهة، لأن الثالوث المقدس، الشعب والجيش والمقاومة، سيكون له بالمرصاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.